Site icon IMLebanon

مخاوف من اغتيال شخصيّة سنيّة أو شيعيّة !!

على الرغم من دخول الوساطات السياسية على خط تيار المستقبل- حزب الله، بعد حادثة إعدام الشيخ الشيعي نمر باقر النمر في السعودية، وما تبعها من تداعيات خلقت توتراً شديداً بين الجهتين، فهدأت الجبهات السياسية بينهما نوعاً ما، إلا ان التراشق الناري الذي حصل قبل يومين بين رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والوزير اشرف ريفي، وما رافقه من رد متبادل عاد ليوّتر الساحة بينهما، فأثار المخاوف من جديد في الشارع السنّي – الشيعي، في ظل مرحلة دقيقة وخيارات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبات الوضع ضمن أجواء فقدان الثقة نتيجة الاتهامات المتبادلة والتهديد بالتصعيد وربما بالمواجهة، لان هكذا تصريحات تقول مصادر وسطية متابعة، بين الفريقين المنقسمين، ستمهّد الطريق أمام طرف ثالث او طابور خامس، للدخول على خط النزاع والمساهمة في إشعال الفتنة، وترى بأن ما حصل خلال اليومين المنصرمين سيؤدي بالتأكيد الى زعزعة الاستقرار من جديد. وابدت تخوفها من الاسابيع المقبلة التي ستحمل الكثير من المتغيرات، بسبب تسريبات عن مفاجآت سلبية ستؤدي الى كوارث، في حال لم يتم ضبط الوضع كما حصل خلال مطلع الاسبوع، بحيث لعب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام دور الاطفائي، لكن الوضع عاد ليشتعل سياسياً بعد ان خمد، وإستبشر اللبنانيون خيراً بضرورة عدم الانسياق الى خلافات الخارج، وإذ بلبنان كالعادة يتأثر بكل ما يجري اقليمياً ليتحمّل وحده السلبيات.

هذا وكشفت المصادر نقلاً عن اوساط امنية بارزة، بأن تفشي ظاهرة السلاح في عدد من المناطق اللبنانية الى إزدياد، وهنالك تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات لشخصيات اسلامية بارزة، كما تتزايد الهواجس اكثر بين الاوساط الشعبية من عودة مسلسل التفجيرات، او احتمال وقوع خلل امني كبير على يد مجموعات ارهابية قادمة من خارج الحدود، مهمتها تنفيذ هذه العمليات بدقة لإشعال الشارع الاسلامي.

ولفتت الى ان عدداً من القيادات الامنية والوزارية التي تعتبر من فئة الصقور تبلغّت هذا الامر، وهي تقوم بإتخاذ إجراءات واحتياطات أمنية مشددة، لان الهدف هذه المرة القضاء على آخر رمق من الوفاق بين السنّة والشيعة في لبنان، واشارت الى ان نواباً من تيار المستقبل تبلغوا بهذا الامر، إضافة الى قياديين في حزب الله، معتبرة بأن الارهابيين لا يهمهم الهوية المذهبية لمَن سيتعرّض للاغتيال، لانهم قد يقومون بإغتيال شخصية سنيّة لإتهام حزب الله، وفي المقابل سيعمدون الى قتل شخصية شيعية للغاية عينها، داعية الى التنبه واليقظة اكثر من أي وقت مضى، لان المرحلة اليوم مغايرة عما سبقها، وهنالك مخاطر قد لا ينجو منها احد، وبالتالي هم سيختارون سياسياً له شعبيته كي ينتج عن إغتياله ردود فعل قوية وكارثية.

وعلى خط أمن الدبلوماسيين الخليجيين وسفاراتهم، نقلت المصادر المذكورة بأن السفيرين السعودي علي عواض العسيري والقطري علي بن حمد المري، تلقيا تحذيرات شديدة من امكانية استهدافهما، وهذه التحذيرات وردت اليهما من اجهزة امن اوروبية، واشارت الى ان أمن السفارات العربية يحظى منذ اسبوع بإجراءات امنية إستثنائية، وخصوصاً سفارة السعودية وقطر والامارات والبحرين وايران، ناقلة بأن مجموعة امنية تابعة لمخابرات هذه الدول، تشارك الاجهزة اللبنانية بحماية سفارات بلادها وطاقمهم الدبلوماسي.

وختمت بالدعوة الى ضرورة وعي السياسيين التابعين لتيار المستقبل وحزب الله من تربّص هذا الطابور، والانطلاق نحو سياسة جديدة عنوانها النأي بالنفس والحياد عن كل إنقسامات الدول الخارجية، وإتباع هدف واحد هو لبنان فقط لا غير، لان تلك الدول التي يتبعانها لن تنصفهم بل تستعملهم كحجارة الشطرنج.