يبقى ان جلسة الحوار الاولى بعد طول غياب نفست الى حدّ ما الاحتقان السياسي على ايقاع الصراخ الشعبي واطلاق البيض باتجاه بعض المواكب التي تضم احد قادة الحوار وعليه ان هذا البيض والبندورة وكل الخضر والفاكهة والحلويات العربية والفرنجية لن تغير من الواقع شيئا سوى ان البعض من الاحزاب بدأوا يعدون العدة للتغيير والتنظيف واخذ الحيطة والحذر في احزابهم حيث «طلعت ريحة» بعض وزراء تلك الاحزاب ان كان في 14 او 8 لمخالفاتهم وارتكاباتهم وكل ما هبّ ودبّ لما يمت لعدة الفساد بصلة.
انما تقول مصادر سياسية متابعة ان ما حصل في مجلس النواب لم يكن مفاجئا بأنه حوار «طرشان» وبالتالي لن ينتج اي ايجابيات قد تؤدي الى انتخاب رئىس للجمهورية وطيّ كل الازمات وان ينتقل لبنان الى البحبوحة والرفاهية وكهرباء 24/24 وخلق فرص عمل وانماء واعمار ومؤتمرات ومهرجانات وسوى ذلك من العيش الرغيد تاليا ما حصل يكشف عن حجم الهوة بين المتحاورين اليذن يشترون الوقت لانهم لا يدرون ما يفعلون وعليه يعلمون بامتياز ان الحلّ والربط ليس عندهم وان كان بعض الفسادو السمسارات موجود عند الاكثرية منهم.
وتكشف المصادر أن المعلومات المؤكدة تشير الى جملة عناوين ستؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وحلحلة واضحة على خط الازمة اللبنانية بشكل مغاير لما يعتقده البعض بأن لا انتخابات رئاسية في لبنان الا ان يصل فلان الى قصر بعبدا او هناك انتخابات نيابية قبل الرئاسية بينما عندما تأتي التسوية فالجميع يهرولون ويركضون.
واشارت المصادر الى ان كل ذلك ليس على الطريق او في غضون اسابيع بل ثمة اجواء وصلت الى كبار المسؤولين وتحديدا الى رئيس الحكومة واصدقاء لمسؤولين اوروبيين توحي بأن قمة البيت الابيض بين الرئىس الاميركي باراك اوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كانت جدّ ايجابية ومتقدمة على كافة المستويات وكان هناك توافق حول الملف اللبناني لناحية انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان اضافة ان اتصال وزير الخارجية الاميركية جون كيري برئيس الحكومة تمام سلام له اهميته ودلالاته حول تمسك ادارة بلاده بالحكومة السلامية ودعمها ما يعني انها باقية ومستمرة الى حين انتخاب رئيس للجمهورية وعليه ان الدعوات لاستقالة هذا الوزير وذاك وسوى ذلك من الهتافات والشعارات من خلال الحراك الشعبي انما لا تؤثر في الاجواء الاقليمية والدولية المعروفة تجاه الحكومة وان كان لهذا الحراك تأثيره في تحريك ملف النفايات وهزّ العصا لبعض الفاسدين والاحزاب برمتها التي اخذت تعيد حساباتها على مستويات كثيرة.
واخيرا فإن هذا الحوار تؤكد المصادر، لن يجترح المعجزات ولكن رئىس المجلس النيابي نبيه بري يدرك خطورة المرحلة واخترع الحوار لجملة اعتبارات بعد حراك الشارع والتصعيد السياسي والمذهبي والطائفي وانما المخاوف من خلال المعلومات التي بحوزة الكثيرين تبقى من امكانية حصول اشكالات او تفجيرات امنية في مرحلة الوقت الضائع امام عجقة الاستحقاقات الاقليمية والدولية.