IMLebanon

ملامح خارطة طريق داخليّة وخارجيّة لانتخاب الرئىس

ما الذي يدور حول الاستحقاق الرئاسي، وهل صحيح ان مطلع العام الجديد سيحمل معطيات إيجابية لاخراج هذا الملف من الثلاجة؟

ثمة همس في كواليس المسؤولين واصحاب القرار ان هناك اشارات ظهرت مؤخراً تدل على تحريك هذا الملف داخليا وخارجياً، لكن ذلك لا يعني ان انتخاب رئيس الجمهورية وضع على السكّة.

ويقول أحد المتابعين البارزين ان الاستحقاق الرئاسي انتقل من مرحلة الغيب الى مرحلة بداية الانقشاع، وبمعنى آخر لم يعد في حالة سبات كما في الاشهر الماضية، لكن الأمر يحتاج الى مزيد من الجهد والوقت.

ووفقاً للمعلومات المتداولة على نطاق ضيق فان التحرك الفرنسي لم ينطلق من العدم بقدر ما هو ترجمة لرغبة دولية في عدم استمرار تجاهل هذا الاستحقاق، والبدء بمرحلة جادة للمساعدة في الدفع نحو انتخاب رئيس للبلاد.

وتقول مصادر مطلعة ان موفد الخارجية الفرنسية الذي كلف بهذه المهمة، ركز في زيارته للبنان على انه ماض في جولاته وحركته ولن يقتصر دوره على جولة واحدة. لكنه في الوقت نفسه فاجأ المسؤولين اللبنانيين بأنه لا يحمل أية افكار او مقترحات لاخراج ملف الرئاسة من الدوامة، موحياً بأن زيارته لبيروت يغلب عليها الطابع الاستطلاعي بانتظار قيامه بجولة جديدة تشمل بعض الدول المؤثرة على هذا الاستحقاق.

وتقول المصادر ان واشنطن ابلغت باريس انها تشجع هذا التحرك تماما كما فعلت وتفعل في تكرار موقفها العلني ودعوتها للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. وفسرت دوائر الاليزيه هذا التشجيع بانه ضوء أخضر للمباشرة بتحرك جدي ومباشر باتجاه بعض الدول المؤثرة والاطراف اللبنانية سعياً الى ازالة العقبات وحل أحجية هذه المسألة.

وفي تقدير المصادر ان فرنسا فعلت حسناً حين قصدت في بداية تحركها طهران والرياض طلباً للمساعدة والتعاون، وان تواصلها مع الفاتيكان يأخذ بعداً معنوياً من جهة ويساعد في ممارسة ضغوط على الاطراف المسيحية اللبنانية للتوصل الى تفاهم او اتفاق يشكل النقطة المركزية في حل هذه الازمة.

وحسب المعلومات ايضاً فان الفاتيكان تحرك مؤخراً لتوفير هذا الدعم من خلال العمل وحث الاطراف المسيحية على الحوار، وهذا ما يجري اليوم لجمع العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع للتحاور المباشر بدلا من الاستمرار في السجال العقيم حول هذا الموضوع.

ويقول احد الذين يساهمون في الاتصالات لعقد هذا الاجتماع، «طالما ان الحوار الذي ينتظر ان يبدأ بين حزب الله وتيار المستقبل سيتناول الاستحقاق الرئاسي، فلماذا لا يجري حوار مماثل ومباشر بين القطبين المسيحيين الرئيسيين، خصوصاً ان الجميع يؤكد على ان الكلمة الاولى في هذا الشأن تعود للمسيحيين؟».

ويضيف بأن حوار عون – جعجع ربما توسع ايضا ليشمل مجدداً قانون الانتخاب، لا سيما بعد موقف «الجنرال» الاخير حول «انتخاب رئيس جمهورية»، والصدى الايجابي الذي ظهر في معراب.

وبرأي المصدر نفسه ان مثل هذا الحوار يمكن ان يشكل تحريكاً جدياً لهذا الموضوع، وان كان الخلاف بين الطرفين يبدو صعباً ومستعصياً.

ويقول ان «لا مناص من التحاور المباشر بين الطرفين، ولا يجوز ان نستمر في تعداد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المؤجلة وان نطيل الانتظار في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة».

وبين التحرك الخارجي والداخلي يبقى السؤال المطروح ما هي المعادلة التي يمكن ان تتحقق للتوفيق بين مبادرة 14 آذار الرامية الى انتخاب رئيس وفاقي بديل عن عون وجعجع، وبين مبادرتي التيار الوطني الحرّ حول انتخاب الرئيس من الشعب او الذهاب الى الهيئة العامة للمجلس بمرشحين فقط هو «الجنرال» و«الحكيم؟

تقول المعلومات ان هناك وجهات نظر متفاوتة حول المخارج التي يمكن ان تصلح لهذه الازمة، وانه لم ينضج حتى الان اي قرار خارجي يساهم عمليا في دفع الافرقاء اللبنانيين الى الاتفاق على تسوية ما.

وتضيف ان التركيز اليوم هو على عقد صفقة او تسوية لا تقتصر على انتخاب الرئيس بل تشمل ايضا ملحقات اخرى تتعلق ببعض المواقع والمراكز في الدولة ومنها قيادة الجيش بالاضافة الى الحكومة المقبلة.

وتشير ايضا الى ان هناك من يطرح ايضا اجراء تعديلات دستورية تحسّن موقع وسلطة الرئيس كما يسعى الى ان تشمل الصفقة قانون الانتخاب الجديد. وهذا يعني توسيع دائرة هذه التسوية الامر الذي يفرض الحاجة الى وقت وجهد اضافيين.

وبغضّ النظر عن شكل وطبيعة هذه التسوية فان الاستحقاق الرئاسي مرشح في مطلع العام المقبل للانتقال الى مرحلة جديدة يكون فيها اكثر حضورا تمهيدا لبلورة شخصية الرئىس الجديد وانتخابه.

ويبدو من الاجواء المتوافرة مؤخرا ان هناك ملامح خارطة طريق داخلية وخارجية لانتخاب الرئيس الجديد، وفقا للتسوية التي بدأ العمل عليها.