Site icon IMLebanon

ملامح مجلس النواب المقبل قبل الصمت الإنتخابي

 

منتصف هذه الليلة يبدأ الصمت الإنتخابي الذي يمتدُّ حتى إقفال صناديق الإقتراع عند الساعة السابعة من مساء بعد غد الأحد، حين تبدأ عمليات الفرز في الأقلام. نتائج هذا الفرز تُوجَّه إلى قصر العدل في كل منطقة وإلى مراكز القائمقامية، فيصار إلى جمع نتائج المراكز فتظهر نتائج الدوائر.

منتصف هذه الليلة يتنفَّس اللبنانيون الصعداء بعد حملات انتخابية استمرت أربعين يوماً، من تاريخ تسجيل اللوائح وصولاً إلى هذا اليوم. فمع الصمت الإنتخابي لن تعود هناك دعايات انتخابية وستختفي الإطلالات الإعلامية للمرشَّحين، وهذا الإجراء هو من البنود الجيدة في قانون الإنتخابات، لأنَّ الذي يجري منذ أكثر من ثلاثة أشهر، من ترشيحات، إلى العودة عن الترشيحات، إلى تركيب اللوائح ثم إلى تسجيل اللوائح، جعل من اللبنانيين يعيشون حالة هستيرية بين تأييد هذا ومعارضة ذاك، إلى درجة أنَّهم تمنّوا أكثر من مرة أن تجري الإنتخابات أمس قبل اليوم، واليوم قبل غداً لسحب فتيل هذه الحالة الهستيرية.

 

***

أُنجِزَت المرحلتان التمهيديتان، على أن تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة بعد غد الأحد:

المرحلتان الأولى والثانية تمثلتا في اقتراع المغتربين، الجمعة والأحد من الأسبوع الماضي، ثم في اقتراع الموظفين أمس الخميس.

ولكن ماذا عن المرحلة الثالثة؟

كيف يبدو كل من الأطراف واللوائح والأقطاب والزعماء؟

الرئيس سعد الحريري يتوقّع أن يحصد جنى ما زرعه على مدى ثلاثة عشر عاماً، حين حمل الأمانة بعد استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وسيكون في الحِملِ معه المرشَّحون على لوائحه والذين سيكونون في كتلتة النيابية في مجلس 2018.

الوزير جبران باسيل يتوقَّع أن يُشكِّل الحالة الموازية للرئيس سعد الحريري، سيكون للتيار الوطني الحر أكبر كتلة نيابية لدى المسيحيين، وستكون تسميتها كتلة لبنان القوي التي ستكون إلى جانب العهد، بعدما كان إسم كتلة التيار تكتل التغيير والإصلاح.

بين كتلة المستقبل وكتلة لبنان القوي، يكون مجلس النواب الجديد قد بدأ يتشكَّل في الجزء الكبير منه، وإذا أُضيفت إليه كتلة الثنائي الشيعي، يكون أكثر من مئة نائب قد عُرِفوا، هذا بالتأكيد مع حلفاء كل كتلة.

***

في المحصِّلة، لن تكون هناك مفاجآت كبيرة في مجلس النواب العتيد، سوى بعض الأسماء التي ستغيب باستثناء أقطاب بارزة، في مقدمها النائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجيه، لكنهما سيكونان ممثلَيْن بتيمور جنبلاط وبطوني فرنجيه.

قلائل هم الأقطاب الذين يتخلون عن النيابة من تلقاء أنفسهم، فمن القانون الأكثري إلى القانون النسبي، الديمقراطية تختبر المرشَّحين العاديين وليس الأقطاب.

***

الصمت الإنتخابي لا يعني الصمت الوزاري على الإطلاق، فمجلس الوزراء الذي انعقد أمس في جلسة عادية، سيواصل اجتماعاته حتى ما بعد إنجاز الإستحقاق الإنتخابي وصولاً إلى العشرين من هذا الشهر، حين تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، فتستقيل الحكومة، بحكم الدستور، وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

وإن غداً لناظره قريب.