هناك اجماع في اوساط قوى 14 آذار، على ان خطابي السيد حسن نصرالله، امين عام حزب الله في مناسبة العاشر من محرّم، لم يكونا في مصلحة حراك رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، لفتح كوّة في جدار استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، تأخر تنفيذه لأكثر من سنتين ونصف السنة. وقد عبّر عن هذا الرأي المتشائم وزير الداخلية نهاد المشنوق بقوله ان كل كلام ضد السعودية من شأنه ان يجمّد الاستحقاق الرئاسي، كما ان نائباً مستقبلياً بقاعياً، اعتبر ان الهتاف المتكرر بموت آل سعود من قبل جمهور حزب الله، قد يترك تداعيات على الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، واي حوار آخر.
امّا صدى الخطابين لدى البرتقاليين وانصارهم، فقد كان مزيجاً من التساؤل وعدم الارتياح، انعكس في شكل خاص في مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت عدداً من التعليقات والتغريدات تراوحت بين من ابدى اقتناعه بأن حزب الله، بتركه العماد عون يقلّع شوكه بيديه، ودعوته الى اقامة حوار مع «حلفائه» المفترضين في 8 آذار لتأييد انتخابه، ويضع اولوية انتخاب رئيس للجمهورية في المرتبة الرابعة، بعد تفعيل الحكومة، وتفعيل التشريع في مجلس النواب، والتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية، انما يساهم بصورة مباشرة في تعطيل انتخاب عون في المدى المنظور، وقد يكون امتناع الوزير جبران باسيل رئيس حزب التيار الوطني الحرّ عن حضور جلسة مجلس الوزراء، على الرغم من تمنّي السيد حسن نصرالله على حلفائه اعتماد الايجابية في تسيير عمل الحكومة، بمثابة عدم رضى على موقف حزب الله المستجدّ، على الرغم من تكرار السيد حسن تأييده ودعمه العماد عون.
في السياق ذاته كشفت جريدة الانباء الكويتية نقلاً عن «مصادر لبنانية متابعة» ان حزب الله «لا يريد ان يرى سعد الحريري رئيساً للحكومة، وكي لا يصل الحريري الى رئاسة الحكومة لا بد من عرقلة وصول عون الى رئاسة الجمهورية» مبررة ذلك بأن حزب الله متشائم من تطورات المنطقة، «المقبلة على مزيد من التوتر» وبالتالي يفضّل في هذه المرحلة بقاء هذه الحكومة برئاسة تمام سلام وبالصلاحيات المعطاة لها في غياب رئيس للجمهورية.
* * * * *
مبدئياً، ملامح ما سوف تكون عليه المرحلة المقبلة بعد 31 الجاري، متوقفة على الموقف الذي سوف يحمله سعد الحريري من السعودية، بالنسبة الى تبنّي ترشيح العماد عون، او وقف تحرّكه، والذهاب باتجاه آخر، وهل سيكون له في اي من الحالتين، موقف من مضمون خطابي السيد نصرالله، كما ان كلمة العماد عون في ذكرى 13 تشرين الاول 1990، ستحدد موقف حزب التيار الوطني الحرّ النهائي، بعد وضوح الرؤيا امامه، إن كان من تيار المستقبل او حزب الله، ليبني عليها موقف التيار، سلماً وحواراً، او مواجهة وتصعيداً، او العمل على تأسيس قوّة ثالثة شعبية ونيابية، تعيد احياء شعارات الماضي في الحرية والسيادة والدولة القوية، وهي شعارات تلقى قبولاً وحماساً وحنيناً لدى جميع اللبنانيين السياديين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية، خصوصاً مع استمرار المواقف المنحازة التي تأخذها هذه الحكومة الالعوبة، تجاه مكوّن اساسي في وجود لبنان بصيغته الحالية، كان آخرها أمس الاعتداء على جهاز أمن الدولة وتقليص مهامه ونشاطه، بحرمانه من الاموال التي هي حق من حقوقه وفق القوانين المرعية الاجراء، مثله مثل، الجيش وقوى الامن والامن العام وغيرها من الاجهزة.