IMLebanon

14 شباط 2017 أين رفيق الحريري؟

انه 14 شباط 2017….

لو نظر رفيق الحريري من عليين، وهو الرجل الذي وصفته «الاكسبرس» الفرنسية بـ «السيد معجزة»، الى ابنه سعد الحريري الذي وضع الملك عبد الله بن عبد العزيز العباءة على كتفيه  ليكون الوريث السياسي لابيه، لسأل ما اذا كانت «اللوثة الاغريقية» او «العارض الاغريقي» (symptome) قد ضرب العائلة، فكانت تراجيديا التشتت بل وتراجيديا الكراهية…

الغرباء، وحتى الاعداء، لا يستطيعون ان يكرهوا الشيخ سعد الذي دفعه القدر الى المشهد السياسي، ولطالما ابتعد عنه، ليكون الضحية (الاغريقية) للعائلة بالدرجة الاولى…

حتما، لا يملك الابن مواصفات الاب، ولا ثروة الاب، ولا علاقات الاب، ولا قوة الاب الذي كان يعرف كيف يفرض نفسه على الرؤوس الكبيرة، القامات الكبيرة في هذا العالم…

ولا ريب ان الاب اتى الى السلطة حين كانت الرياح الدولية تهب في اتجاه التسوية الكبرى في الشرق الاوسط. وكان على روبرت فيسك ان يقول ان رفيق الحريري اغتيل حين اغتيل اسحق رابين في 4 تشرين الثاني 1995 وخلال تظاهرة لا نصار السلام في تل ابيب…

منذ تلك اللحظة بدا التقهقر في دور رفيق الحريري، اي منذ ان دخلت المنطقة في الدوامة، دون ان يفقد للحظة بريقه السياسي، وان اخذ عليه انه اقفل كل البيوتات السياسية في الطائفة، من آل سلام في بيروت الى آل كرامي في طرابلس وصولا الى صيدا حيث لم يكن باستطاعة عبد الرحمن البزري ان يحلم بأكثر من منصب رئيس بلدية. اين عائلة معروف سعد؟

رفيق الحريري (المغفور له رفيق الحريري) كان ظاهرة ولا تتكرر، وهو ضحية ذلك اللقاء الذي عقد في النورماندي في حزيران 2004 بين جورج دبيلو بوش وجاك شيراك. الاول بغبائه الفذ، والثاني بانتهازيته الفذة…

اثنان لا يفقهان ما هو الشرق الاوسط، وحيث لا حدود لا للتفاعلات الايديولوجية (واللاهوتية) والسياسية، والاستراتيجية، وحتى التفاعلات القبيلة. حتى الان لا تزال القبيلة، بكل اهوالها، تستوطن عظامنا…

بدل التسوية او التسويات الكبرى، الصراع او الصراعات الكبرى. اين هو سعد الحريري الان الذي يعاني من كارثة مالية بكل ما تعنيه الكلمة؟ مئات الموظفين من دون رواتب. لا احد يطمئنهم او «يطيب خاطرهم». كثيرون باعوا منازلهم ليؤمنوا القوت لاولادهم…

بعض الاشقاء او بعض افراد العائلة يعمل في السر والعلن ضد سعد الحريري الذي لا يعرف ان يكون عدوا لاحد، ولا يمكن نعته بالتعصب الطائفي، وان فرضت عليه ظروف الزعامة، وظروف المنطقة، ان يذهب بعيدا، احيانا بعيدا جدا، في شد العصب الطائفي…

 الان، حيث لا مال لا سياسة. الاستقطاب الطائفي لم يعد بالوسيلة المثلى لان ثمة من يعرف اكثر من الشيخ سعد كيف تؤكل الروؤس في اللعبة المذهبية، القذرة دائما وفي كل المقاييس. في العمق، لا يمكن لسعد الحريري ان يكون مذهبيا…

هذا لا يبرر ان يقول النائب عقاب صقر ان البديل عن سعد الحريري ابو محمد الجولاني. هذه اهانة للحريري كما للطائفة السنية التي مثلما انتجت رفيق الحريري انتجت صائب سلام ورشيد كرامي والكثيرين من اهل الفكر، والسياسة…

صقر تحدث للزميل جورج صليبي بلغة من يقول «لست الناطق باسم سعد الحريري بل وانا استاذه ايضا»، ليجعل من «حزب الله» الذي اقتلع الاحتلال من جذوره القرين لـ«جبهة النصرة»، مع رفضنا لاي ممارسة دينية او اجتماعية مقفلة…

هل هذه الطريقة المثلى للمزايدة على الوزير اشرف ريفي والنائب خالد ضاهر؟ واي منطق بعد الذي قاله نائب زحلة في ان يبقى تيار المستقبل و«حزب الله» في حكومة واحدة؟

اي منطق ايضا في المساكنة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حين يرى صقر في موقف الجنرال من المقاومة تدميرا للدولة؟

كثيرون لاحظوا تفاؤل صقر باللقاء الوشيك بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. لا احد يساعد سعد الحريري في محنته. الكل يأكل من لحمه…

في كل الاحوال اين رفيق الحريري في كل هذا؟