Site icon IMLebanon

14 شباط 2019… يشهد

 

لعلّ كُثراً فوجئوا بمشهدية إطلالة طيف الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في مؤتمر «منتدى الطائف» بالأمس، وبما انطوَت عليه من حنين إلى ماضٍ من الأمل والمستقبل، تُستعاد ملامحه اليوم، مع الرئيس سعد الحريري، بعد 14 عاماً من محاولات تغييبه، بشتى أنواع التعطيل ومحاولات الالغاء السياسي.

 

كانت المشهدية، عشيّة الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاده، أبلغ رسالة إلى من يعنيه الأمر، بأنّ ملامح المستقبل الذي يستعيده الحريري الإبن، مستنداً فيه إلى زمن الحريري الأب وخلاصات تجربته الحافلة، جديرة بالحياة، إذا تم التقاط الفرصة، وسلمت النوايا حيالها وصدقت، من أجل إنقاذ البلد ومَدّه بمقومات الصمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، وتعبيد الطريق أمام «مسيرة النهوض الثانية»، كما وصفها الحريري في كلمته في المنتدى.

 

لا شك أنّ رسالة المشهدية، وما تلاها من تكريم لرفاق درب الرئيس الشهيد في مسيرة الإعمار، تختصر شعار إحياء الذكرى اليوم «البلد مكفّى بشغلك».

 

كون البلد وبعد 14 سنة من زلزال الاغتيال، ما زال يعيش على إنجازات رفيق الحريري في كل الميادين، وما زال محميّاً بإرثه الوطني والعربي والدولي المستمر مع الرئيس سعد الحريري، الذي يستعيد زمام المبادرة، من موقعه رئيساً للحكومة، بعدما أمّن للبنان فرصة جدية لإنقاذه وللنهوض الاقتصادي، انطلاقاً ممّا يشكله من عنوان للثقة المحلية والعربية والدولية، ومن مفتاح لضمان تسييل مشاريع «سيدر» التي يحتاجها لبنان واللبنانيين على أرض الواقع.

 

فلولا «شغل» رفيق الحريري و«إنجازاته» حتى 14 شباط 2005، لكان البلد في مكان آخر. ولولا «شغل» سعد الحريري و«صبره» على حماية لبنان، بإرث والده الكبير، لكان البلد أيضاً في مكان آخر، ربما على شاكلة ما نراه في دول مجاورة سقطت في جحيم الحرب الأهلية، وباتت «توّاقة» للعودة إلى سلمها الأهلي، عن طريق «التسوية السياسية»، عبر نموذج «اتفاق الطائف» الذي هَندسه رفيق الحريري للانتقال بلبنان من جحيم الحرب إلى نعيم السلم والاستقرار.

 

طريق التسوية ذاته الذي سَلكه سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون وباقي الأفرقاء، لحماية «دستور الطائف» و«المناصفة» من السقوط في هاوية استمرار الفراغ الرئاسي، في الموقع المسيحي الأول في هذا الشرق الذي يشهد على تهجير المسيحيين، متّكئاً إلى ما كان سيفعله الرئيس الشهيد لو كان حيّاً حيال الأزمات الكبيرة التي يمرّ بها البلد، ليخلص آنذاك انّ خياره كان ليكون المبادرة من أجل التسوية، وبادر إليها بكل ثقة.

 

14 شباط 2019 يختلف عمّا سبقه طوال 13 عاماً. تاريخٌ لوَصل ما انقطع مع مشروع يحيا بإنجازات ما زالت تشهد لرفيق الحريري، وبثقة كبيرة تشهد لسعد الحريري.. «الإبن سر أبيه».