من 14 الى 14
واصلت السلطة سياسة التحدي عشية الجلسة النيابية لمساءلة الحكومة، فأعلن رئيس الحكومة عمر كرامي في 25 شباط 2005 أن «الحكومة لن تستقيل إلا إذا طلبت منها الأكثرية النيابية ذلك»، وقال «لا نزال الأكثرية». واعتبر «ان انسحاب الجيش السوري اليوم قبل ترتيب الاوضاع في البلد قد يمس بالاستقرار«.
وأعلن وزير الداخلية سليمان فرنجية أن «الحكومة ليست بوارد الاستقالة»، كاشفاً في المقابل عن تكليف ضابط بالارتباط بين وزارة الداخلية وفريق الخبراء الدوليين هو العميد أشرف ريفي، وقال عن الخبراء إنهم «ليسوا محققين وهم هنا لإبداء الرأي وسيتم التعاون معهم الى أقصى الحدود».
قائد الجيش العماد ميشال سليمان ردّ على كلام كرامي فأكد أن «الجيش واجه بعقيدته الوطنية وعزيمة العسكريين أحداثاً جساماً وخرج منها بنجاح وأكثر تماسكاً». كما هاجم رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط كرامي على تشكيكه بوحدة الجيش، فرأى أن «كرامي يجب أن يُحاكم لأنه يشكّك بكل الجهد الذي قامت به سوريا لدعم الجيش وتوحيده وكل المال الذي أنفق عليه».
فريق الخبراء الايرلنديين بدأ مهمّته، فالتقى فرنجية ونجلي الرئيس الشهيد بهاء وسعد الحريري، وتفقد مسرح الجريمة قرب «السان جورج». وقال رئيس الفريق بيتر فيتزجيرالد «ندرك تماماً خطورة مهمتنا لكن يمكننا أن نؤكد لكل العالم أننا سنقوم بها من دون تحيّز وباحتراف».
وأعلنت الخارجية السويسرية أن سويسرا لن ترسل محققين طلبتهم بيروت للمشاركة في أعمال التحقيق، وإنما قررت الاكتفاء بوضع خبراء تحت تصرف لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة. فيما أعلنت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية أن «فرنسا أخذت علماً بإعلان إعادة انتشارٍ سورية وتدعو دمشق مجدداً الى تنفيذ القرار 1559 من دون إبطاء».
رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير طالب سوريا بـ»أن تأخذ بجدية كبيرة مسؤولياتها لوقف الإرهاب أياً كان شكله»، وقال إن «ما ذكره وزير الخارجية جاك سترو حول «شبهات» تتعلّق بدور سوري في اغتيال الحريري هو ما يمكن أن نقوله جميعاً بعد سماع التقارير التي تواترت اثر عملية الاغتيال»، مضيفاً أن سترو أعرب عن رأيه بناء على «معلومات تلقاها».
وأعرب نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد عن ثقته «بقدرة الجيش اللبناني على ضمان الاستقرار بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان». وقال إن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لديهما ثقة كاملة بقدرة الجيش اللبناني لملء أي فراغ أمني بعد انسحاب القوات السورية من لبنان».