IMLebanon

28 شباط 2005

 

.. وفي 28 شباط سقطت الحكومة تحت ضغط الشارع. فالشعب نجح بالاحتشاد بعشرات الآلاف على الرغم من الاجراءات الأمنية المشدّدة التي عاقت وصول «الزحف البشري» من كل المناطق الى ساحة الشهداء.

قبل استئناف النواب كلماتهم، أعلن رئيس الحكومة عمر كرامي استقالة حكومته «لأنني لا أريد أن أبدوَ كمن يزايد على أسرة الشهيد خصوصاً ان شقيقته دعت الى رحيل الحكومة كأولوية، وحرصاً على ألا تكون الحكومة عقبة أمام ما يرونه خير البلاد». وبدا رئيس مجلس النواب نبيه برّي متفاجئاً بالاستقالة.

دمشق علّقت على الاستقالة فاعتبر مصدر سوري مسؤول انّ «المسألة شأن داخلي لبناني». 

وقَبِلَ رئيس الجمهورية إميل لحود الاستقالة لكنّه لم يحدّد بالتشاور مع رئيس المجلس مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، تلك الاستشارات التي ستطرح اشكالية خلال الأيام المقبلة.

المعارضة اعتبرت سقوط الحكومة انتصاراً أولياً. وبدأت المشاورات المكثّفة بين أركانها على الفور وكان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط محور هذه الاتصالات، تحضيرا لمؤتمر موسّع أو «برستول – 5».

وصدر بيان عن الاجتماع المشترك لكتلة «قرار بيروت» ونواب «تيار المستقبل»، اعتبر فيه المجتمعون ان «استقالة الحكومة هي الثمرة الاولى للانتفاضة الشعبية السلمية المستمرة منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء». وأكدوا انهم «لن يقبلوا في اي حال من الاحوال مقايضة دم رئيسهم الشهيد بأي حكومة او بأي مقعد في حكومة». وطالبوا باستقالة رؤساء الاجهزة الامنية.

دولياً، أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي جورج بوش سيستقبل البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في 16 آذار، واصفاً البطريرك بأنه «صوت للاستقلال والحرية والديموقراطية في لبنان».

أما الرئيس السوري بشار الأسد فأكّد أن «سوريا ستأخذ وقتها لسحب قواتها من لبنان». ونفى ان تكون «سوريا ضالعة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري»، وقال «سيدركون عاجلاً ام آجلاً اننا مفتاح الحل، فسوريا أساسية بالنسبة إلى عملية السلام».

وفي الرياض، دعا مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اللبنانيين إلى «المحافظة على وحدة لبنان الوطنية وعلى استقراره وتماسكه وتغليب جانب الحكمة في مواجهة الأحداث بما يحافظ على الوحدة الوطنية للبنان». واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بحضور ولي العهد الأمير عبدالله وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ناقلاً رسالة من الأسد، في حين اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حديث نشرته «واشنطن بوست» «ان الحكومتين اللبنانية والسورية مسؤولتان عن شرح كيفية وقوع حادثة اغتيال الحريري» قائلا ان «رئيسا للوزراء قتل والقوات السورية منتشرة في لبنان».

ودعت المفوضية الاوروبية مختلف المجموعات السياسية في لبنان الى التمسك بالحوار، على اثر استقالة حكومة كرامي. وشددت على أهمية «ان تجرى الانتخابات النيابية بنزاهة في موعدها المقرّر في ايار».