قيادي في «المستقبل»: ارتكبنا 4 أخطاء
«شباط رئاسي» في آب: هبّات باردة وساخنة!
كثرت على تخوم آب السيناريوهات والاستنتاجات المتصلة برئاسة الجمهورية، لا سيما ان الشهر الحار يبدو مزدحما بالمؤشرات التي تبدو قابلة لاكثر من تفسير، بدءا من خلوة الحوار وصولا الى تطورات الميدان السوري والنقاشات الصامتة في «تيار المستقبل» حول امكان الخوض في «أبغض الحلال»، بتأييد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
ويتجاذب الوسطَ السياسي رأيان متعارضان إزاء مصير الرئاسة الشاغرة:
الاول، يرى ان انجاز الانتخابات الرئاسية لا يزال بعيدا ومتعثرا، لاعتبارات عدة، بينها ان الرئيس سعد الحريري ليس جاهزا بعد للانعطافة في اتجاه الرابية ولخوض مغامرة دعم انتخاب عون، وان ظروف إحياء الحوار السعودي – الايراني الذي هو ممر الزامي الى القصر لم تختمر بعد، وان المواجهة بين طهران والرياض في اليمن وسوريا ولبنان والعراق لا تزال في أوجها.
ويعتقد أصحاب هذه النظرة التشاؤمية ان طبخة الرئاسة تحتاج الى المزيد من الوقت قبل ان تنضج، «بل الخشية هي من ان يستوي الطباخ قبل الطبخة»، وفق ما يقول أحد الظرفاء.
اما الرأي الثاني، فيعتبر ان ثمرة الاستحقاق الرئاسي اينعت واقترب موعد قطافها، وان عون قطع نصف الطريق نحو قصر بعبدا في انتظار ان يعبر النصف الآخر خلال شهرين كحد أقصى.
ويستند المبشرون بهذا التفاؤل الى العوامل الآتية:
ـ تطورات معركة حلب التي ستخلط الاوراق في سوريا والاقليم وصولا الى لبنان، وبالتالي ستعدل موازين القوى وتفرض وقائع جديدة، لن يكون بامكان أحد تجاهلها.
ـ فقدان الحريري وحاضنته الاقليمية الامل في حدوث تحولات دراماتيكية في الساحة السورية، بل ان الخسائر تتراكم والاوراق التفاوضية تتقلص، وبالتالي سيكون من الافضل لهما استعمال ما تبقى منها قبل ان تحترق كلها.
ـ استنزاف السعودية في المستنقع اليمني الذي قد يدفعها الى التعجيل في التسويات او المقايضات.
ـ حاجة الحريري الملحة الى رئاسة الحكومة التي ستعيد الاعتبار اليه، ما يفرض عليه الخوض في «حوار رئاسي» مع عون، عاجلا أم آجلا، لا سيما بعدما فوّض الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصيا «الجنرال» بالتفاوض على رئاسة الحكومة مع الحريري، إذا أبدى رئيس «تيار المستقبل» استعداده لدعم ترشيحه.
ـ حساسية الوضع الامني في ظل الحرب الشاملة التي يخوضها الارهاب، عبر القارات، ما يستوجب من لبنان الاسراع في انهاء الشغور الرئاسي لتحسين شروط مواجهة الخطر الداهم، وسط معلومات تفيد ان الاجهزة الامنية أحبطت، من دون ضجيج، عمليات ارهابية من العيار الثقيل.
ويبدو ان عون تلقى من أكثر من جهة وازنة مؤخرا إشارات إيجابية تعزز فرضية انتخابه قريبا، وتتقاطع مع مناخات داخلية باتت أكثر قابلية لتقبل فكرة وصوله الى قصر بعبدا.
ولئن كان الرئيس فؤاد السنيورة وبعض اعضاء «كتلة المستقبل» النيابية يجاهرون برفض خيار «الجنرال»، إلا ان مصدرا سياسيا من «بيت الوسط» يؤكد ان الحريري سيوافق خلال اسابيع قليلة على انتخاب عون الذي قد يصبح رئيسا للجمهورية، في الجلسة النيابية التي تلي الجلسة المقبلة، وفق توقعات المصدر.
وهناك بين المتفائلين، من يؤكد في مجالسه الخاصة أن «حزب الله» بات هو ايضا في جو اقتراب الحريري من لحظة القبول بـ «الجنرال».
في المقابل، وخلافا لما ينتظره البعض من ايجابية حريرية في اتجاه عون، يُنقل عن قيادي بارز في «تيار المستقبل» قوله إن 14 آذار و «المستقبل» ارتكبا أربعة أخطاء اساسية في مقاربة الملف الرئاسي هي:
ـ القبول بان هذا الاستحقاق هو شأن مسيحي بالدرجة الاولى.
ـ الموافقة على حصر الترشيحات في الاقطاب الموارنة الاربعة.
ـ ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية.
ـ ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» لعون.
ويضيف القيادي: «في كل مرة، كنا نفترض اننا نسهل ايجاد مخرج من المأزق، لكن تبين ان هذه المخارج هي كتلك الموجودة على الاوتوسترادات، حيث انك عندما تسلك أحدها لن يعود بمقدورك ان ترجع مجددا بسيارتك الى الاوتوستراد، إلا بعدما تكون قد أهدرت الوقت والوقود في القيادة لمسافة طويلة».