تستعد القوى والبيوتات السياسية، في مدينة زحلة للاستحقاق الانتخابي المقبل، بقوة وبمعزل عن ماهية وشكل القانون الانتخابي الجديد، وتأتي التحضيرات لخوض الانتخابات في زحلة وقضائها، في اولويات القوى السياسية المسيحية، لا سيما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، حيث اطلقت هذه القوى العنان لشركات الاحصاء والدراسات، لاستطلاع آراء الناس وميولهم، والشخصيات التي يرون فيها بأنها قادرة على تمثيلهم بشكل صحيح، ناهيك عن الانتخابات الداخلية التي اجراها التيار الوطني الحر.
فيما بقي حزب الكتائب اللبنانية يترنح تحت ضغط التراجع الشعبي اللافت، لاسباب عديدة وفق مصادر زحلاوية مطلعة، منها ما هو متعلّق بالقرار السياسي المركزي الذي يشوبه بعض الغموض والتناقض، ومنها ما هو مرتبط بالانقسامات الحادة في اقليم زحلة الكتائبي، لا سيما موضوع المصالحة مع آل سكاف، التي شهدت مساعي ناشطة في الاسابيع السابقة وفشلت في جمع رئيسة الكتلة الشعبية عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف، والنائب ايلي ماروني في البيت المركزي الكتائبي.
من جهتها، بدأت ميريام سكاف، بتجديد فريق عملها واجراء تعديلات جذرية على مكتبها، وتؤكد مصادر قريبة منها بأن ميريام سكاف، بدأت اتصالاتها على مستوى القوى السياسية في بيروت ومنطقة البقاع الاوسط، قبل اتخاذ قرار تشكيل لائحة «الكتلة الشعبية»، والتي ستركز فيها على العائلات البارزة والمعروفة اذا لم تستطع الحصول على حصة وازنة، في اي لائحة تتفق عليها القوى السياسية الوازنة، على أن لا تقل حصتها عن ثلاثة مرشحين تسميهم الكتلة الشعبية.
في وقت يتردد في مدينة زحلة، ان حصة كل فريق سياسي في قضاء زحلة لا تتعدى الشخص الواحد مع الاخذ بالاعتبار حصة آل فتوش، وتشير المصادر ان الشخصيات التي سترشحها الاحزاب في مدينة زحلة، غير نافرة وليست مستفزة، لان الزمن زمن تسويات لا يحتمل المزايدات ولم يرغب بسماع تصريحات باتت من الماضي، ودخلت مفرداتها دائرة الازمنة الخشبية، ولم تعد تحقق بطولات وهمية كان يسعى اليها البعض لحسابات شخصية.
هذه الاجواء التسووية الجارية في لبنان ستفرض نفسها على الاجواء التي سترافق الانتخابات النيابية المقبلة ان حصلت وتأتي انتخابات منسقية تيار المستقبل في البقاع الاوسط، لتعكس هذه الاجواء حيث عزفت بعض الاسماء النافرة عن ترشحها، وفتحت الباب امام اسماء وشخصيات يستطيع الرأي العام والقوى السياسية الاخرى تقبلها، لانها لم تنخرط في الصراعات السابقة وحالة الاحتدام المذهبي والطائفي الذي اجتاح المنطقة في السنوات السابقة.
وأشارت المصادر الى ان تغييراً لافتاً ستجريه القوى السياسية المسيحية في المنطقة على صعيد أسماء مرشحيها، وقد يتفاجأ من يظن نفسه بأنه مرشح حتمي، بأنه أصبح خارج دائرة الاسماء المتداولة، اضافة الى مفاجآت اخرى على صعيد الأسماء التي ستشكل بديلاً حتمياً للأسماء السابقة والتي استهلكت واستنزفت ولم تقدم اي قيمة مضافة على صعيد الربح لا بل ستكون سبباً قوياً في اي فشل قد يحدث وهذا ما تحاول القوى السياسية كلها تجنبه، لان عامل المال في الانتخابات النيابية المقبلة ان حصلت سيكون دوره محدوداً، ان وجد، لذلك افق التسوية في البقاع الاوسط بدأ يلوح في الأفق، اذ لم نقل ان الاتفاق قد أبرم بين القوى السياسية مجتمعة قبل حصول الانتخابات.