Site icon IMLebanon

المهرجانات… سلاح اللبنانيين؟!

في ظل الجمود المسيطر على الاوضاع السياسية والاقتصادية والذي يأخذ الدولة بجميع مؤسساتها الى حالة من الاهتراء والتعفّن، لا يجد المواطن اللبناني مهربا من هذا الواقع المرير سوى نسيان همومه بالانفتاح على المهرجانات الصيفية التي تشهدها المئات من البلدات في مختلف المناطق اللبنانية ولو كان العدد الاكبر منها محصوراً في اقضية محافظة جبل لبنان.

ان هذه الهجمة لاحياء المهرجانات والتي يزداد عددها سنة بعد سنة تدلّ على امرين اساسيين الاول ان الفائزين في الانتخابات البلدية يحاولون تعويض تقصير الحكومة في رعاية القرى والبلدات بما يسمى الانماء المتوازن بإقامة المهرجانات للبنانيين المقيمين وبعض المغتربين الوافدين، بعد الشلل الذي اصاب مواسم السياحة والاصطياف لسنوات عدة خلت، والتي كان يعتمد عليها لبنان كثيرا لتسجيل نموّ مربح في العديد من القطاعات الانتاجية والخدماتية، والامر الثاني يأس المواطن من حكومته ومن المسؤولين ومن اكثرية السياسيين الذين يعمّقون بمواقفهم السلبية ولا مبالاتهم للمشاكل التي يواجهها لبنان منذ اندلاع الاحداث في سوريا وفي شكل خاص منذ الثلاث سنوات الاخيرة التي كشفت عقم هذه الطبقة الحاكمة وعقم غالبية السياسيين الذين يدورون في حلقة مفرغة من الفشل والذي تتآكلهم مصالحهم الشخصية، ويصحّ باللبناني اليوم القول المأثور «ويرقص كالطير مذبوحا من الألم » ومع ان الجميع تقريبا اصبح على معرفة وعلم بأن لبنان يتدحرج سريعا نحو الكارثة ومع ذلك ما من احد قادر على العطاء يمدّ يده للانقاذ، ويبقى الكلام مجرّد كلام، وتبقى الكيديات بطلة المواقف ويبقى هناك من يخفف من وقع المصيبة، لانه شريك في وجودها وتفاقمها وخطورتها.

جميع القوى تنقسم فجأة وبقدرة قادر الى فريقين، الحمائم والصقور، لهدف وحيد، هو تغذية الفراغ والتعطيل والاهتراء، بطروحات غير معقولة، وبمواقف كاذبة، تتغير في اي لحظة وفقاً للريح الاتية من وراء الحدود، يهربون الى اصلاحات دستورية موضوعة في الادراج منذ 26 سنة، بدلاً من الاقدام على حل مشاكل آنية مستعجلة ضرورية لمد الدولة باوكسجين الاستمرار، كانتخاب رئيس مثلاً، او الاتفاق على قانون للانتخابات، يجبنون امام الغريب، المتحكم برقابهم، ويتمرجلون على القريب الدافع بايجاد حلول صنعت في لبنان، وعندما يشعرون بانهم انكشفوا امام الرأي العام اللبناني، يسترون ضعفهم وتآمرهم، باحالة الازمة اللبنانية، احيانا على انهاء الحرب في سوريا، او توافق السعودية وايران، ومؤخراً، خرجت من الاكمام حمامة تبشر بان لا رئيس جمهورية في لبنان قبل انتخاب رئيس في الولايات المتحدة، حتى ان البعض ربط ازمة لبنان بمحاولة الانقلاب في تركيا، وتغير المعادلات الدولية بانفتاح تركيا على روسيا، وما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة في المنطقة لتخريب العلاقة المستجدة بين انقره وموسكو. يكبرون الحجر ليوهموا اللبنانيين بانه مستحيل فك عقدة لبنان قبل فك جميع عقد العالم، والحقيقة ان المطلوب هو توفر الارادة الوطنية والنية الحسنة، والايمان بالله والوطن ليصبح بالامكان القول لهذا الجبل، انتقل فينتقل.

***

هذه الصفات وقف على رجال وقامات آمنوا في يوم ان لا ينتظروا احداً ولم يطلبوا اذناً من احد، فاقدموا ونجحوا، وكانت صلحة الجبل، فلماذا لا تتمثلوا يا قوم؟ الم يقل الشاعر «ان التمثل بالكرام فلاح؟».