Site icon IMLebanon

«الطابور الخامس» ينتظر «التيار» على الكوع؟!

استغل رئىس الحكومة تمام سلام قمة الامم المتحدة للاجئين والنازحين في نيويورك ليطلق صرخة مدوية في وجه العالم بالقول «وطني ينهار»، مقترحاً خطة لتدارك هذا الخطر عبر خريطة طريق لعودة آمنة للنازحين السوريين الى لبنان الذين باتوا يشكلون ثلث سكان لبنان يضاف اليهم 50 الف لاجىء فلسطيني فروا من سوريا واحتموا المخيمات الفلسطينية في لبنان المتخمة اصلاً وفق الاوساط المواكبة للمجريات، ولعل اللافت وفق ما جاء في كلمة سلام توقفه عند الغموض المحيط بموعد عودة النازحين السوريين والخوف من بقائهم بشكل دائم، ولا سيما ان الساحة المحلية تنفخ اللبن السوري بعدما اكتوت بحليب اللجوء الفلسطيني الذي كان العامل الاساسي والرئيسي في سلسلة الحروب الاهلية في لبنان والتي لا نزال نعاني من تداعياتها حتى اشعار آخر.

وتضيف الاوساط انه بموازاة كلمة سلام في نيويورك عقد وزير العمل سجعان قزي مؤتمراً صحافياً في بيروت اعلن فيه ان لبنان غير معني بأي قرارات تتخذ في الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن النزوح السوري اذا جاءت على حساب البلد الصغير، معلناً عن اعداده مشروعاً تنفيذياً لعودة النازحين السوريين الى بلادهم على اربع مراحل تبدأ من كانون الثاني 2017 بعد تأمين اماكن اقامة لهم في الداخل السوري وفي مناطق نائية عن جبهات القتال على ان يعود النازحون الذين يؤيدون النظام السوري الى مناطقه، وعودة المعارضين الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.

وتشير الاوساط الى أن قلق سلام من الانهيار الشامل في لبنان وفق تحذيره للمؤتمرين في نيويورك لا يستند فقط الى لغم النزوح وتفريغ سوريا من سكانها، بل الى واقع الدولة المصابة بالاهتراء الذي ضرب كافة مؤسساتها، اضافة الى انهيار طاولة الحوار التي لعبت دور الاسفنجة منذ اجتراحها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري لتمرير الوقت وتمرير المرحلة الحرجة في الصراع المذهبي السني ـ الشيعي ووصول المواجهة بين ايران والسعودية الى الذروة وانعكاسات ذلك على الساحة المتلقية بامتياز، حيث ضرب الشغور المركز الاول في الدولة واصاب مجلس النواب بالشلل وعطل عمل الحكومة التي تعتبر آخر جرعة علاجية لعدم اعلان انهيار لبنان بشكل رسمي.

وتقول الاوساط ان سلام لو لم يتأمن النصاب في الجلسة الحكومية التشاورية الاخيرة كما سماها كان سيقدم على الاستقالة، وان ممارسات وزراء «التيار الوطني الحر» التصعيدية لم تترك مكانا للصلح وفق المثل المعروف، وان «اجندة» التصعيد البرتقالية التي ستبدأ في 28 من الجاري موعد انعقاد جلسة الانتخاب الرئاسية بالنزول الى الشارع لن تجدي نفعاً سوى الضجيج وبعض الفوضى كون الامن خـطاً احمر محلياً واقليمياً ودولياً كون البلد لا يحتمل ضربـة كـف واحـدة، ناهيـك بأن الشارع العـوني ليس مرشحـاً للاصـطدام بشارع آخر ولا بالقوى الامنية، اضافة الى ان حليف العماد ميشال عون «حزب الله» تصيب انـدلاع اي شرارة مقتلاً منه كونه يقاتل في سوريا ويرابض في وجه اسرائيل، وان استقرار الداخل شرط اساسي لصـموده، الا ان ما يخشاه المراقبون دخول «الطابور الخامس» على خط الشارع العوني لا سيما ان البلد تعج فيه الاجـهزة الخارجيـة من شرقية وغربية، اضافة الى جهاز «الموساد» الاسرائيـلي الذي جدّد خـلاياه السريـة بتجنيد الكـثير من العملاء، والدليل على ذلك كشف مخطط لاغتيال رئيس «الحـزب التـقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبـلاط وفق التحقيقات مع الموقوف يـوسف فخر الملقب بـ«الكاوبوي» فهل يعيد التيار البرتقالي النظر في حساباته لا سيمـا ان كـثيرين من «الاشبـاح» ينتظرونه على الكـوع؟ ام انـه قرر الانتـحار على قاعدة «عليّ وعلى اعدائي؟».