IMLebanon

محاربة الفساد.. ثقافة

في محاولة لفهم معنى الثقافة، ارتأيت أن أصفها بأنها طريقة تفكير وأسلوب حياة، لذا يمكننا القــول إن هناك ثقــافة فســاد كما أن هناك ثقافة إصلاح. وإني لأشعر تجاوباً مع ما يقوم به وزيرا الصحة والمال أننا في طور الانتقال من ثقافة الفساد الى ثقافة الإصلاح.

وعن ثقافة الفساد سمعت، ومن أساتذتها عرفت، ان لا عيب إن سرقتَ ولكن العيب كل العيب أن تُضبط وأنت تسرق، لذا نتداول وببساطة تعابير «الشاطر ما يموت.. وبدبْرها ما يهمك.. وتركها عليّ.. قديش بتدفع.. مين واسطتك.. مرحبا قانون.. كل عقدة ولها حلّ.. ولو الوزير كذا بيقرب مرت عم خالة مرتي .. من شو خايف ما المسؤول منا وفينا.. ما تخاف كلو بياكل.. إدفع والباقي عليّ …».

لن أسترسل خوفاً من ملل القارئ ومن أن أعتاد على الثرثرة.

مع هذا بدأت أشعر أن ثقـــافة الفــــساد في انـــدحار وثقـــافة الإصلاح في تقدم، فتحــيةً لوزيري الصحة والمال مع تمنٍ ولو لمرة واحدة أن لا تكون مســـيرة الإصـــلاح هذه زوبعـــة في فنجـــان وتنتـــهي كــما انتهى سواها… فالعظمة كل العظـــمة تكمن في الاستمرار والمثـــابرة من دون ملل أو وجل، كي يصــبح الإصلاح مدرســة لها من يحميها. والعــظمة كل العـــظمة أن ننشــر بأحرف كـــبيرة الاسم الكامل للعابثين بقوتنا وقوانـــيننا، وأن لا نكتفي بذكر الأحرف الأولى من أسمائهم ولا عيب بالتشـــهير بهـــم، بل هـــو فخر كائـــناً من كانوا ليصيروا عبـــرة للآخرين.. نعم نريد أن نقرأ أسماءهم وبالقلم العــريض ليكونــوا عبرة لمن يعتبر ولا داعي للخجل والخوف.

اخيراً أريد أن أرى اللبناني واقفاً وراء اخيه اللبناني في المطار عند الخروج والدخول من دون ان يطحش ويفشّخ كما يقف في مطارات العالم بأدب واحترام وبالصف والدور، ولو كانت السيدة أمامه تجرّ كلباً.