تبيّـن في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى الذي عقد أمس في قصر بعبدا أنّ لبنان، بالرغم من محدودية إمكاناته، وبفضل التنسيق بين الأجهزة الأمنية فيه، يمكن تصنيفه بأحد أكثر بلدان المنطقة وحتى العالم، أماناً واستقراراً.
وقد اغتنم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المناسبة ليشيد بدور الأجهزة الأمنية كافة ويدعوها الى مزيد من اليقظة والامن الوقائي.
أما وزير الداخلية نهاد المشنوق فتحدث في الموضوع ذاته منوّهاً، بدوره، بالتعاون الوثيق والتنسيق المتواصل بين قوى الأمن الداخلي والجيش، خصوصاً بين الاجهزة في هاتين المؤسستين، مشيراً الى زياراته الى وزارة الدفاع التي بلغت عشر زيارات… مؤكداً على أنّ لبنان في طليعة بلدان المنطقة أمناً واستقراراً.
وأمّا نائب رئيس الحكومة السابق الدكتور عصام فارس فقد نوّه أيضاً بأهمية الإستقرار الأمني في لبنان، مؤكداً على أهمية هذا الإنجاز داعياً الى تعزيزه باستمرار التعاون بين المعنيين في إطار الأمن الوقائي.
وتكتسي هذه الحال الأمنية المستقرة أهميتها القصوى في هذا الوطن، متواضع الإمكانات، في ضوء ما يجري حولنا وفي العالم قاطبة من تفجيرات وأعمال إرهابية مدانة بالمقاييس كلها… وآخرها ما شهدته بريطانيا، قبل أيام، في منطقة مانشستر ما استدعى إعلان حال استنفار أمني غير مسبوقة في بريطانيا.
وأمس بالذات سُجّل العمل الارهابي الخطير في مصر الذي استهدف الأقباط وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى.
وفي الوقت ذاته كانت العين الساهرة في لبنان تكشف خلية إرهابية في عملية إستباقية كان من نتيجتها أنّ منفذها الانتحاري فجّر نفسه قبل أن يصل الى قوة الجيش إلاّ عن بُعد فأوقع في صفوفها جرحى.
إنّ هذه الأمثلة دليل على أنّ هناك خللاً كبيراً يؤدّي الى إقدام شبان على تفجير أنفسهم… ولو بحثنا عن السبب لوجدناه أصلاً في الجوع والفقر اللذين هما وجهان لعملة واحدة…
الإمام علي كان يقول لو تجسّد لي الفقر رجلاً لقتلته، والفقر يخرس النطق عن حجته…
إنّ الجائع سوف يلجأ الى أي تصرّف من أجل تأمين معيشته، ويتبيّـن من الدراسات الرصينة أنّ نسبة الارهاب عالية في المناطق الفقيرة… هذه حقيقة معروفة في مختلف أنحاء العالم، ومنفذو العمليات في الغرب هم المنطلقون من بيئات فقيرة… فالفقر هو سبب الارهاب الأول.
والسؤال: هل من حل للفقر؟
الجواب: أكيد.
فلنأخذ الحرب العراقية – الايرانية التي دامت 8 سنوات وكلفت ألف مليار دولار… فلو أنفق هذا المبلغ على الفقر والتخلف في منطقة الشرق الأوسط لكانت الأمور اختلفت بالتأكيد!
في تقديرنا أنّ واجب قادة العالم أن يبحثوا في سبب الداء، لأنّ المعالجة تبدأ من هنا… ونقول هذا ونحن ندين العمليات الارهابية، داعين أولياء الأمور الى بث التوعية إضافة الى القضاء على الفقر واستئصال الجهل بالعلم والمعرفة.
عوني الكعكي