IMLebanon

الداخل يُهاجم حزب الله… والخليج يُشرّع الأبواب … اليوم الإمارات وغداً السعوديّة؟ الأسد توسّط … وصفا يعود اليوم واعداً باصطحاب الموقوفين معه 

 

 

حزب الله في الامارات! جملة واحدة وثلاث كلمات كفيلة بان تكون هي الخبر والحدث الابرز، الذي طغى على كل التطورات والاحداث من الاقليم الى لبنان. فعلى الرغم من انشغال الجميع بالعدوان على غزة، ومحاولات الدوحة احداث خرق بهدنة تكون طويلة الامد، وانشداد انظار الغرب الى جبهة الجنوب المساندة لغزة، تصدّرت زيارة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا للامارات العربية المتحدة اخبار الداخل اللبناني، وحتى بعض الخارج ، كيف لا والحزب الذي اتهم من قبل بعض الداخل بانه هو من تسبب بعزلة لبنان عن محيطه العربي والخليجي تحديدا ، هو نفسه يطأ ارض احد ابرز الدول الخليجية ، ينسق معها ويتفاوض معها على ملف محصور حتى الساعة، بملف الموقوفين اللبنانيين في الإمارات.

 

نعم انه الحدث والخبر معا، فما الذي تبدل؟ وكيف تمكن حزب الله من التفاوض سرا وبتكتم شديد ، الى ان حان موعد “القطاف” بلحظة تسويات هبّت رياحها على المنطقة بأكملها بعد عملية 7 اكتوبر؟

 

صحيح ان مصادر بارزة مطلعة على جو حزب الله اكدت ان لا ابعاد سياسية للزيارة، وانها محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين اللبنانيين، لكن اي متابع للسياسة وقارئ ومحلل للمسار الذي تنحو باتجاهه المنطقة، يدرك تماما ان زيارة صفا للامارات قد تمهد لفتح باب الخليج رويدا رويدا امام حزب الله، وخطوة الامارات لن تكون وحيدة، بل قد تلحق بها دول خليجية اخرى.

 

اوساط موثوقة مطلعة على الملف كشفت بان حزب الله كان يتابع المسألة منذ حوالى السنة، ولو عبر وسطاء منذ أيام اللواء عباس ابراهيم، الذي كان لعب دورا اساسيا في هذا الموضوع يوم تم الافراج عن 8 لبنانيين، كان قد تم توقيفهم في الامارات سنة 2021 بتهمة تعاملهم مع حزب الله، نتيجة اتفاق بين السلطتين اللبنانية والاماراتية، وتتابع المصادر بان الامارات هي من كانت طلبت عبر وسطاء التفاوض مع حزب الله.

 

معلومات خاصة بـ “الديار” تشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لعب دورا اساسيا في هذا الملف، اذ دخل على الخط وتوسّط بين حزب الله والامارات، بعدما تحسنت العلاقة بينهما، بحيث كانت الامارات اول من عاد واستقبل الاسد رئيسا، بعدما حطّ على اراضيها في اذار 2023 ، في زيارة فاجأت بوقتها كثر، وقد تم استقباله بحفاوة تامة من قبل رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. دور الوساطة السورية نجح واثمر زيارة ترجمها الحاج صفا لابو ظبي، بعدما تواصل مسؤولون اماراتيون مع الاسد، وابلغوه بقرار الامارات الافراج عن الموقوفين اللبنانيين.

 

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات بان المرجح هو عودة صفا اليوم من الامارات ومعه الموقوفون اللبنانيون، الذي سيتم بالمبدأ الافراج عنهم كما وُعِد حزب الله، وهم 8 : علي حسن مبدر ، عبدالله هاني عبدالله ، عبد الرحمن ، طلال شومان ، أحمد فاعور ، فوزي محمد دكروب، وليد محمد إدريس وأحمد علي مكاوي.

 

وبانتظار العودة ، واضح ان حزب الله تمكن من ارساء موازين قوى تحتم على الجميع “التفاوض معه اولا”، وقد بادرت اولى الدول الخليجية بهذا الاتجاه. فهل ما يحصل اليوم بين حزب الله والامارات، ولو من خلال الزيارة المحصورة بملف اعادة الموقوفين اللبنانيين، سينسحب ايضا على المملكة العربية السعودية ؟ لا سيما ان هناك موقوفين لبنانيين اثنين لدى المملكة بالتهم نفسها، اي التعامل مع حزب الله وارهاب، كما يصفها البعض؟

 

مصادر بارزة تجيب : يبدو ان الانفتاح الخليجي على حزب الله بدأ. وتضيف: قطر منفتحة من الاصل على الحزب، والعلاقة بين الكويت وحزب الله ممتازة، فيما مسقط وعمان سفراؤهما يزورون مسؤولين في الحزب، اما المشكلة الاساس فكانت تتمثل لدى الامارات والسعودية ، لكن اليوم تبدل المشهد فها هي الامارات بدأت رحلة الانفتاح . ومن الطبيعي، تتابع المصادر، لا سيما بعد انتهاء حرب اليمن والهدنة التي ارسيت هناك، ان ينسحب ما حصل مع الامارات على السعودية، وان يفتح بالتالي باب النقاش بحسب الوسطاء ، ومعه قنوات الاتصالات بين حزب الله والمملكة حول هذا الملف، علما ان المعلومات تجزم ان لا مراسلات حاليا بين الطرفين حول هذا الملف.

 

واشارت المصادر الى انه لو لم يتبدل شيء ما، ولو لم تهب رياح التغيير لما كان فتح هذا الملف راهنا، ولما رأيتم صفا في الامارات بزيارة تقصّد الاعلان عنها في الاعلام، اذ كان بامكان الدولة الاماراتية ان تخوض لعبة بازار سياسي وصفقات ورقتها الموقوفين اللبنانيين ، لكنها لم تفعل ولم تصر على تسليم الموقوفين اللبنانيين الى الامن العام عبر اللواء البيسري مثلا، ولا للرئيس نجيب ميقاتي، لانها وبكل بساطة تريد وتسعى للتفاوض والحديث مع حزب الله!

 

واكدت المصادر انه زمن التحولات الكبرى بامتياز، فموعد التسويات حان وموازين القوى فرضتها المقاومة في مختلف انحاء المنطقة، فكان لا بد من الحديث مع الاقوى وصاحب القرارات ، وتختم : فعلتها الامارات، والسعودية على الطريق، فماذا عن بعض الداخل اللبناني الذي لطالما شن الهجوم على حزب الله “كرمى” الخليج؟ وماذا عمن اتخذ اليوم قرار التصعيد بوجه حزب الله؟