الشمال يتوّج الإنجاز البلدي: عودة الروح إلى الديموقراطية
طوى الأحد الأخير من سلسلة الانتخابات البلدية والاختيارية الصفحة الديموقراطية الرابعة بمسك الشمال متوجاً الانتصار للتوافق في الفيحاء العاصمة لصالح مجلس بلدي يكون من حصة الانماء بعيداً عن المحسوبيات السياسية والكيدية. وعلى النسق التوافقي أو العائلي أو الحزبي كرت سبحة اليوم الانتخابي الطويل في مختلف مناطق الشمال التي راوحت بين الهدوء والحماوة..وكان اللافت أن المناطق التي شهدت توافقا شهدت هي الأخرى استرخاء من قبل الناخبين الذين «أمّنوا» سلفا على النتائج سواء شاركوا في الانتخاب أم لا.
في طرابلس افتتحت انتخابات الـ2016 البلدية والاختيارية صفحة جديدة قوامها التوافق الذي أثبت بعد سلسلة تجارب أنه وحده يثمر إنماء وعملا بلدياً موفقاً بدليل لسان حال أبناء طرابلس الذين أكدوا:»نحن مع كل من ينادي بالإنماء ويملك مشاريع على ورق وليست في الهواء». وجاء خيارهم ليس على أساس المحاصصة السياسية ولا وفق حساباتها ، كرمى لمدينة تستحق مجلساً فيه من الكفاءة والخبرة والمهنية والنزاهة ما يعيدها إلى سابق عزها وأمجادها.
أمس كان اللافت الهيصة الانتخابية التي ملأت الشوارع بحركة سيارات ومندوبين ومواكب، والتي زنرت الجدران والشرفات وأعمدة الإنارة وإشارات السير بصور ولافتات لـ88 مرشحا تنافسوا على 24 مقعدا بلديا في طرابلس وحدها إلى جانب مرشحي المخترة وكل الإيمان بأن الإنماء لا يحتاج الى معارك سياسية أو كيدية ..وإنما تعاضد يفترض معه تقديم الكفاءة على أي اعتبارات أخرى.
وفي المناطق تفاوت اليوم البلدي والاختياري ما بين الأجواء الهادئة إلى المشتعلة عائليا وسياسيا مع نسب اقتراع متفاوتة و«معارك» على محاور صناديق الاقتراع ونداءات للمشاركة بالعملية الانتخابية وتمنيات بأخذ العيش المشترك في الاعتبار وسط فرحة المقترعين بالبصمة الانتخابية وأزرق الحبر الذي طال انتظاره ، ودائما تحت عيون الأمن المستتب والمراقبين الذين أستفاضوا بتسجيل الملاحظات والمخالفات والمسنين وذوي الحاجات الخاصة ممن تكبدوا مشقة الوصول الى المراكز الانتخابية ولاسيما في القرى والبلدات النائية ..هنالك حيث لسان حال مسن يعكز على عصاه يخمن :» يا مين يعيشنا لل2022 يمكن ختامها مسك».
تصوير :علي محمد ـ جورج فرح ـ إبراهيم بيكال ـ أحمد عزاقير