Site icon IMLebanon

أخيراً اكتشفت روسيا بوتين… لبنان؟

لطالما كانت الروسيا موجودة بقوَّة ورسوخ في الربوع اللبنانيَّة، سواءً في عصر ازدهار امبراطورياتها العظمى، أم خلال الحقبة السوفياتيّة التي بلغت السبعين عاماً، أم في العهد الانقلابي الأول بقيادة بوريس يلتسين الذي اندهش بحماسة الرئيس رفيق الحريري، فقال ضاحكاً: جعلتني أتمنى أن أكون لبنانيّاً أيضاً…

ولطالما افتقد فريق كبير من اللبنانيّين روسيا القيصر بوتين، إبّان المحن والأزمات بكل أنواعها، والتي تختصر اليوم بالفراغ الرئاسي المزمن الذي يلفُّه الغموض، ويدخل الوسواس الخناس إلى النفوس والقلوب والعقول.

ولا يزال هذا “الفريق” الروسيُّ الهوى ينتظر التفاتة من موسكو الجديدة، ومن القيصر الجديد، ومن فلاديمير بوتين الذي يحيط بعنايته وسياسته وعاطفته وعسكره وطائراته ثلاثة أرباع المنطقة. ولا يزال هذا الفريق ينتظر هدية روسيّة مطمئنة، أو مفاجأة انقاذيَّة، تنتشل وطن النجوم من معاناته، وفراغه، ومخاوفه، والمخاطر التي تحيط به وتتدفَّق على حدوده.

إن اللبنانيّين بصورة عامة كلُّهم ثقة، بالقيصر الذي حمل اليه الرئيس سعد الحريري حقيبة الهموم والأوجاع. والرئيس بوتين أخذ علماً بمعاناة لبنان، وسيبادر حتماً وقريباً.

ما يحتاج إليه لبنان اليوم، بل أن البند الأول في لائحة احتياجات لبنان المعجلة جداً يتمثَّل ويُختصر بفصل أزمة الانتخابات الرئاسيَّة عن أزمات المنطقة، المعقَّد منها كما المتشابك مع هذه الدولة أو تلك الدويلة.

ولا سيما الأزمة السوريَّة التي يبدو أن إيران تصرُّ على ربط الوضع اللبناني بكل أزماته، وتعطيله، بالوضع السوري. ومنذ عامين. ومن دون أيّ ضوء أو ملمح في اتجاه حلِّ قريب، أو تسوية محتملة تنهي حكاية وأسباب الفراغ المريع الذي وضع “الوطن الرسالة” على حافة الهاوية، وحافة الشهوات، وحافة الارتباطات والتحالفات.

والخبر اليقين لدى الرئيس الحريري، مرفقاً بمجمل التفاصيل، وما لن يدع مجالاً للقيصر أن يتردَّد في اتخاذ قرار بـ”إعادة اكتشاف هذا اللبنان”، مع ما يستلزم الاكتشاف من قرارات ومعالجات على صفيح ساخن.

فالمعطّلون في الداخل متحالفون مع الخارج. والخارج مبدئيّاً هو إيران. وكما يعلم الجميع، أن لإيران خارجها أيضاً. والمطّلعون يقولون إن الروسيا هي هذا الخارج. ووزير خارجيَّة الروسيا سيرغي لافروف سمع حتماً من سعد الحريري كل ما يحتاج إليه القيصر ليتّخذ قراراً تاريخيّاً ينتشل بموجبه هذا البلد من الهاوية.

موسكو تعلن انها شديدة الحرص على استقرار لبنان واستقلاله ونظامه. هذا الكلام يحتاج إلى قرار سريع بانتخاب رئيس جمهورية وفاقي، يجمع حوله كل الفئات. وينطلق بلبنان جديد حقاً.

اللبنانيّون يتساءلون بصوتٍ عالٍ: إذاً، أخيراً اكتشفت روسيا بوتين لبنان؟