Site icon IMLebanon

أخيراً إنتقال يُخرج الأسد ؟

لم يكن قرار فلاديمير بوتين بدء الإنسحاب من سوريا مفاجئاً، على الأقل بالنسبة الى السوريين الذين لاحظوا تناقص الطائرات الروسية في مطار حميميم واختفاء السفن عند شواطئ طرطوس، فهل حسب النظام السوري الأمر عملية تبديل للقوات، ولم يتوقع انه سيتلقى تلك الصفعة القاسية من موسكو التي تحميه؟
انهالحظة الحقيقةتماماً كما قال دو ميستورا يوم الاثنين في جنيف، مؤكداًان الإنتقال السياسي في سوريا هو النقطة الأساسوانه اذا لم ينجح هذا الأمر فسيعيد طرح القضية على مجلس الأمن.
لم يكن كلام دو ميستورا سوى مجرد فاصلة في تسونامي الإمتعاض الأميركي والروسي المتصاعد من محاولة نظام الأسد تخريب وقف النار والتملّص من الاتفاق الذي بات من الواضح انه تم التوصل اليه بين أميركا وروسيا بمعرفة الإيرانيين، الذين باتت حاجتهم بعد الإتفاق النووي والانفتاح على الغرب، الى خروج متدرّج من خنادق بشار الاسد توازي حاجة بوتين الى قطف تفاحة الحل في سوريا في الوقت الملائم تماماً، وهو وقت لم يعد يتسع لمناورات النظام ولا حتى لبقاءالأسد رئيسنا الى الأبد“.
في الإتفاق الأميركي الروسي الذي ابتلعه الإيرانيونالإنتقال السياسي هو الاساس، لكن بشار الأسد كرر رفع إصبعه مرة جديدة في وجه حماته الروس، اولاً عندما قال انه يريد ان يحرر البلادوبعد عشر سنين أريد ان أكون قد تمكنت من إنقاذ سوريا، ليرد عليه فيتالي تشوركين فوراً بأن كلامه يناقض المساعي الديبلوماسية لحل الأزمة السورية، ثم ليقول ميخائيل بوغدانوف إن على الأسد وأطراف آخرين [يعني ايران] الإستماع الى نصائح موسكوعليه إتّباع نصائح موسكو للخروج من الأزمة بكرامته وان قواته لم تكن لتصمد طويلاً لولا التدخل الروسي“.
ثم جاءت تصريحات وليد المعلم عنان الأسد خط أحمر وان دمشق لن تسمح لجماعات أو دول [المقصود روسيا] بمصادرة القرار السوري“. وعلى خلفية هذا جرت اتصالات مستعجلة بين واشنطن وموسكو وقال جون كيري مخاطباً بوتين: أنظر كيف يتصرف بشار الأسد، انه يتعمّد تعطيل وقف النار والتسوية، وقد أرسل وزير خارجيته كي يخرب ما وافقتم عليه أنتم والإيرانيونواذا إعتقد انه لن تكون لذلك عواقب وخيمة سيكون واهماً.
واضح ان الإتفاق الاميركي الروسي صلب الى درجة جعلت ايران تنخرط في الترويج له بدليل قول أميرعبد اللهيان عشية بدء محادثات جنيفإن الجيش السوري منهك، وان المفاوضات في جنيف تهدف الى تحديد اعضاء المجلس الإنتقالي، الذي نكره بشار الجعفري.
في كل هذه التطورات يبدو بوتين مايسترو اللعبة سواء في دخوله العسكري الى سوريا أم في انسحابه منها لفرض التسوية التي من الواضح انها لن تتسع للأسد!