خلاف جديد خرج الى العلن داخل حزب الكتائب، لكنه هذه المرة بعيد عن ابني العم اللدودين، سامي ونديم الجميل، وإن كان للأول «في كل عرس كتائبي قرص». أنّب الشيخ سامي نائب والده، فانتفض الأخير رافضاً التزام الا قرارات الحزب، لا قرارات عضو فيه «ولو كان ابن الشيخ أمين»!
وزير العمل سجعان القزي لم يُقدم استقالته من حزب الكتائب، كما أشيع بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي ليل الاثنين. والخلاف بينه وبين منسق اللجنة المركزية للحزب سامي الجميل ليس جديداً. وليست جديدة، أيضاً، قلة ثقة «الشيخ سامي» بفريق عمل والده الرئيس أمين الجميل أو بمن كانوا مقربين من شقيقه الراحل الوزير بيار الجميل. لم يستقل وزير الكتائب، إذاً، لكنها «بجّت» بينه وبين فتى الكتائب.
تقول «الخبرية»، التي انتشرت ليل أول من أمس، إن القزي قدم استقالته من عضوية المكتب السياسي للحزب، وإن الرئيس الجميل رفضها، الا أن معلومات «الأخبار» تفيد بأن القزي حضر اجتماع المكتب ليل الاثنين، بعدما غاب عن حضور اجتماعين، ما دفع البعض الى الاعتقاد بأنه قرّر الاعتكاف بعد التباين بينه وبين الوزير آلان حكيم في ملف النفايات في مجلس الوزراء. في الاجتماع الأخير الذي يرأسه «الرئيس الأعلى»، وبحسب عدد من أعضاء المكتب السياسي، أنّب «الشيخ سامي» القزي، طالباً منه «التزام القرارات التي يجري تعميمها على وزراء الكتائب في الحكومة». ردّ القزي أنه لا يلتزم الا القرارات الرسمية التي يصدرها الحزب، لا قرار عضو فيه «حتى ولو كان ابن الشيخ أمين». فما كان من الجميل الابن الا اعلان «التنازل عن مهماته في الإعداد وفريقه لملفات مجلس الوزراء». علما أنه، بحسب المصادر، «انتدب نفسه للقيام بهذه المهمة من دون أن يُطلب منه ذلك، فارضاً نفسه على المكتب السياسي»!
بعد هذا التلاسن، لم يغادر القزي غرفة الاجتماع ولم يُعلن نيته تقديم استقالته، بل اكتفى بشكر «الرفاق الذين دعموا جهودي في مجلس الوزراء»، فيما كان الاحراج واضحاً على الرئيس الأعلى للحزب، إذ إن القزي نائبه ومن أكثر المقربين اليه، وسامي نجله ووريثه. فمارس خبرته في تدوير الزوايا، وأدى دور الوسطي: «تولى تهدئة سامي، وفي الوقت نفسه لم يكن يريد ازعاج سجعان».
القزي: ألتزم
قرارات الحزب لا قرارات عضو فيه
أحد أعضاء المكتب السياسي المقربين من الجميل الابن فوجئ بوصول الخبر الى وسائل الاعلام، مؤكداً أن شيئاً من هذا «لم يحصل يوم الاثنين»، ملمّحاً الى أن القزي قد يكون وراء هذه التسريبات «لغاية لا نعلمها». وقال: «جُل ما حصل نقاش لم يستغرق أكثر من دقيقتين من أجل التنسيق أكثر بين أعضاء الحزب وتفعيل آلية التنفيذ»، فيما يقلل احد الكتائبيين من اهمية «حرد» وزير العمل، ويرى ان كل ما في الامر أن «سجعان عرف مكانته فتدلل، والذي يريد ان يستقيل يتخلى عن مقعده الوزاري قبل الحزبي».
منذ نحو سنة، يعتكف النائب الجميل اعلاميا، بعدما جرى تحميله مسؤولية عدد من الأخطاء التي يتعلق معظمها بطريقة ادارة مفاوضات تأليف حكومة الرئيس تمام سلام، الا أن هذا الاعتكاف لم ينعكس على عمله داخل الحزب. ففي كل خطوة يُقدم عليها، يسعى الجميل الى تعزيز نفوذه داخل الحزب لاحكام قبضته على مفاصل القرار، الذي لا يزال حتى اللحظة في يد والده. وهو بدأ بإنشاء فريق خاص به، انضم اليه منذ سنة تقريبا الوزير آلان حكيم. والاخير، بحسب المصادر، كان السبب في تعميق الهوة بين الجميل الابن والقزي، الذي يُنقل عنه وصفه لزميله بـ «اداة سامي». ففي اجتماعات مجلس الوزراء يتولى الجميل ومساعداه البير كوستانيان وشارل سابا التواصل مع حكيم عبر الرسائل القصيرة، متجاهلين وجود القزي وتمثيله للحزب. وكان الخلاف بين الاثنين واضحاُ، لدى مناقشة الحكومة ملف النفايات، عندما وافق القزي على الخطة الحكومية بعد طول نقاش، فيما واصل حكيم وضع الشروط، ما دفع الاول الى مغادرة الجلسة لبعض الوقت، قائلا «أدّيت قسطي».