Site icon IMLebanon

من الجديدة البقاعية الى بريح وطرابلس… تشطيب مسيحي ممنهج

لا شك في ان الإنتخابات البلدية في بعض المناطق كشفت المستور، واطلقت الى العلن ما يوجد في نفوس البعض من حقد طائفي، مهمته القضاء على ما تبقى من العيش المشترك في بعض القرى المختلطة، بحسب ما ترى مصادر سياسية مسيحية قرأت المشهد المرفوض الذي شهدناه  خلال الاسابيع الانتخابية المنصرمة. وكان آخرها ما جرى يوم الاحد الماضي في عاصمة الشمال طرابلس، حيث  أفرزت النتائج مجلساً بلدياً من لون طائفي واحد، والمشهد عينه كان قد تكرّر في المدينة خلال الإنتخابات البلدية في العام 2004 ، بمعنى ان المسيحيين هناك إعتادوا على تلقي العصيّ، اما النتيجة الاخيرة فكانت مدوية،  اذ فاز عضو مسيحي واحد على لائحة «قرار طرابلس» المدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي، الذي ربح 16 مقعداً مقابل 8 للائحة التحالف الطربلسي، فكانت إستقالة  النائب روبير فاضل إعتراضاً على ما جرى، لكن بالتأكيد تقول المصادر ستبقى هذه الاستقالة صورية، ولن تقدّم او تؤخّر بشيء، والمطلوب تصحيح الوضع وإعادة تمثيل جميع المكونات الطرابلسية في المجلس البلدي .

وتشير المصادر الى ان المشهد عينه تكرّر في بلدة بريح الشوفية ، حيث كان التشطيب سيّد الموقف ولعب دوره فقط على المسيحيين ضمن لائحتين، فغابت المناصفة وأسس العيش المشترك في البلدة المذكورة، التي لا تزال تعاني تداعيات حرب الجبل حتى اليوم، ما يظهر هشاشة المصالحة التي جرت برعاية البطريرك الماروني والنائب وليد جنبلاط.  فيما المطلوب احقاق التوازن من خلال اعادة السير بالخطة التي كانت تقتضي بالمناصفة بين المسيحيين والدروز، في حين اظهر الواقع ان المسيحيين نالوا في الأقلام الدرزية نسبة متدنية جداً، فيما كانت الأرقام متقاربة في الأقلام المسيحية، في ظل توزيع لوائح ملغومة ضمّت 12 اسماً درزياً من دون أي إسم مسيحي .

هذا وذكّرت المصادر بالذي جرى في الاسبوع الاول من الانتخابات البلدية، وتحديداً في البقاع الشمالي في بلدة الجديدة المسيحية بأغلبيتها، والمتداخلة مع جارتها بلدة الفاكهة السّنية بأغلبيتها ، بحيث تلتقي البلدتان ضمن بلدية واحدة ، لكن ونتيجة للانتخابات البلدية التي اظهرت التشطيب المسيحي ايضاً وايضاً، شهدت بلدة الجديدة قبل ايام اعتصاماً احتجاجاً على النتائج التي اظهرت فوز ثلاثة مسيحيين من أصل تسعة، في حين ان العرف المتبع في البلدة يعطي رئاسة البلدية للسنّة على ان يكون نائبه مسيحياً كاثوليكياً،  اما بقية الاعضاء فمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، إلا ان ما حصل ادى الى مطالبة مسيحييّ البلدة بتصحيح الخلل  عبر إنشاء بلديتين منفصلتين للجديدة والفاكهة. مع الاشارة الى ان وزارة الداخلية  رفعت عدد اعضاء المجلس البلدي هذا العام الى 18 عضواً، ففاز 15 عضواً مسلماً و3 أعضاء مسيحيين فقط . وعلى الاثر اصدر الاهالي بياناً طالبوا خلاله بإعادة فرز الاصوات، جراء عدم إحتساب أصوات المقترعين لعدد من المرشحين، في الصندوق رقم 1 في الجديدة وفي صناديق اخرى، بهدف إعادة الحق الى اصحابه، وتطبيق العرف المتبّع  لرفع الغبن عن المسيحيين هناك، وحثهم على البقاء في قراهم من خلال تحقيق التمثيل المسيحي الصحيح، والتوازن مع باقي الطوائف في كل الامور .

وختمت المصادر بالدعوة الى محاربة هذا التشطيب الممنهج الذي يُضّر اولاً بمنفذيه، لان لبنان لا يعيش إلا بجناحيه المسلم والمسيحي .