IMLebanon

نار وغضب في بيت ترامب الأبيض!

 

الكتاب المتفجر الذي أصدره الصحافي الأميركي مايكل وولف بعنوان نار وغضب في بيت ترامب الأبيض، قد يحدث تحوّلا في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة الأميركية، وربما في العالم أيضا! ومن أبرز ما ورد في الكتاب ان ترامب كان مذعورا من البيت الأبيض بعد فوزه بالرئاسة! ويقدم ترامب اليوم دليلا حسيا حاسما على شعوره ب الذعر من مجرد صدور هذا الكتاب بدليل تغريداته الهستيرية ضد الكتاب وكاتبه، وكل الشهادات الواردة فيه، ومحاولته منع صدور الكتاب عن طريق محامين كلّفهم بهذه المهمة. واذا كان صدور كتاب يثير في نفس ترامب كل هذا القدر من الذعر، فكيف لا نصدق اصابته بالذعر من البيت الأبيض؟ وهو الذي كان أول من فوجئ بفوزه بالرئاسة، وقد خاضها أصلا من منطلق دعائي لشخصه، وكعملية علاقات عامة ضخمة وكان قصده الأصلي الترويج لشهرته كرجل أعمال يجني المليارات من صفقاته في المجال العقاري، وأراد مضاعفتها عن طريق اكتساب لقب مرشح سابق للرئاسة الأميركية!

 

هل هناك مبالغة في القول ان صدور هذا الكتاب قد يشكّل نقطة تحوّل في تاريخ أميركا والعالم؟ واقعيا، الاحتمال وارد. ومضمون الكتاب يركّز على أن صفات ترامب لا تؤهله لقيادة امبراطورية بحجم الولايات المتحدة الأميركية، وتتطلب قيادة تتمتع بالشجاعة والروية والحكمة، بينما يقول الكتاب ان أبرز صفة في ترامب هي انه جبان ومشوش التفكير، وارتجالي يتميز بالحمق! ومن صفاته أيضا انه غير مستقر وعديم الخبرة بالرئاسة. وبعد مرور نحو سنة من توليه الرئاسة، أثبت سلوك ترامب صحة هذه الاتهامات بالدليل العملي، من خلال مواقفه وقراراته المرتجلة، والتي يصفها بعض كبار رجال الفكر والسياسة في أميركا وخارجها بأنها سخيفة! والكتاب يكشف أسرارا من حملة ترامب الرئاسية ومنها اجتماع نجله بمسؤولين روس لطلب دعمهم بتشويه سمعة منافسة ترامب على الرئاسة هيلاري كلينتون! وهذا الكتاب سيصبّ الزيت على نيران التحقيقات الجارية حاليا، وتقترب أكثر فأكثر من الحلقة الصغرى المحيطة به، ومنها ابنته ايفانكا وصهره جاريد كوشنير!

 

اتخذ ترامب قرارات تهدّد مصالح أميركا في العالم ومنها قراره المجنون الاعتراف بالقدس عاصمة حصرية لاسرائيل. ويتخوّف كبار رجال الاستراتيجية في أميركا وخارجها من احتمال اتخاذ قرارات جنونية أخرى مثل توريط أميركا في حرب في منطقة نفطية ملتهبة بطبيعتها ضد ايران مثلا! واذا قادت التحقيقات لاحقا الى ما يورّط ترامب بتهمة الخيانة واقالته، فان هذا التحوّل سيقود الى انقاذ الولايات المتحدة والعالم من قرارات محتملة قد يتخذها ترامب في لو استمر وجوده في البيت الأبيض الى آخر ولايته!