Site icon IMLebanon

نار التغريدات تحرق «تعويذة».. التخوين  

لا يربطهم بلبنان الا وطنيتهم. لا الطائفية، لا الغرائز المذهبية، لا الاصطفاف الحزبي، ولا التهور الاعمى في الانجرار وراء التجييش الداعي الى المشاركة في الاقتتال السوري. وطنيتهم وحدها تبقي صلتهم بهذا البلد. يحارب الشبان الشيعة المنتمون الى «حزب الله» في سوريا، يموتون، ويعودون الى لبنان في نعوش، اما هم فثابتون في مكانهم. جرعة تخوين يومية باتت حلقة من «مسار اجباري» يتلقاها هؤلاء من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. شيعة معارضون لتدخله في الحرب السورية باتوا بنظر نصرالله «شيعة السفارة»، والشيعة انفسهم المدافعون عن الشعب السوري والمتضامنون مع اهالي عرسال باتوا من «الدواعش« و«النصرة«. ولكنّ لهؤلاء نظرة اخرى، تفسيراً ومنطقاً مختلفاً، عبروا عنه في «الوقفة الوطنية«، امس في ساحة رياض الصلح تحت شعار «ت ما يروح تلات رباعنا»، كما على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ «#لا_للتخوين»، مؤكدين ان التخوين والتهديد لن يمنعاهم عن قول قناعاتهم وعن التمتع بحقهم في الاختلاف وحرية التعبير. 

محمد طعمه واكب الهاشتاغ منذ انطلاقته بسلسلة تغريدات، معبرا عن وجهة نظره بصراحة ووضوح فكتب في البداية «التخوين والتكفير وجهان لإرهاب واحد.. #لا_للتخوين«، ليسأل بعدها بسخرية «خيانة شو؟؟ اذا انا مش معك يعني انا خاين؟؟ هههـ روح نام تسلملي«، ليعود ويكتب معتزاً بموقفه «اذا كان خوفي على وطني وأبنائه خيانة، فسجل عندك انا خائن». طعمه كتب مباشرة وباختصار ايضا «هو تكفيري صح.. بس انت تخويني! «، وسأل بعدها «التكفيري اللي عم تحكي عنّه مش ابن بلدي وبعيد عني.. بس انت ابن بلدي وعم تخوّني وتهدر دمي!! مين اخطر برأيك؟«، ليعطي نصائحه الى المتهمين بالعمالة كاتبا «عزيزي المخوّن، بدك تبطل خاين؟؟ قول معي «فدا اجر السيد»! فجأة بتتحول لأشرف الناس«، وايضا «انك ينقال عنك خاين، يعني مهدور دمك.. ويمكن يؤجر من يقتلك! ما بعرف شو الفتوة الشرعية اللي ممكن تطلع كرمالك يا خاين!«، ليستغرب في تغريداته الثلاث الاخيرة معايير التخوين بنظر حزب الله قائلا «تقتل اهالي بيروت في 7 ايار.. تحتل الشوارع وترعب الناس.. لا يحق لك الحكم عليّ بالخيانة«، «تهمة الخيانة اللي عم تتوزع يمين شمال قد تؤدي بك الى القتل.. أما تهمة العمالة فسنتين بتطلع براءة.. سلملي على فايز كرم«، «البطل المناضل« ميشال سماحة كانت مهمته قتل الخونة اللي رفضوا الخضوع وقالوا لأ.. ويمكن كنا رحنا بطريقو كمان». 

«انت مين لتصنفني وتعطيني شهادة بالوطنية أو الايمان!«، سأل طارق ابو صالح، ليكتب من جديد «التكفير في مؤداه الفكري والاجتماعي في بلادنا هو الغاء لكل مختلف في العقيدة او في الرأي، وهو في جوهره تعبير عن عجز وجهل!«. اسامة ضناوي اكد من جهته «وحده الخائن اللي بخوّن الناس«، ليكتب بعدها تغريدة تسلط الضوء على ما يمكن ان تصل اليه اتهامات التخوين قائلا «في فلسفة الممانعة، تبدأ رحلة تصفية الشخص الجسدية بتخوينه«. 

من ناحيتها قالت ليدا احدى الناشطات في الدعوة الى التحرك «ما فيك تخوني وتفرجيني انو بتحب لبنان اكتر مني ما فيك تعملي «فحص» وطنية وانت تنفذ قرارات خارجية«، مؤكدة ان الاوطان لا تبنى بالتخوين «إذا بدك وطن الأوطان لا تبنى على قاعدة «التخوين« لها قاعدة واحدة…ان يكون الكل «أصغر من بلده« وتحت سقف القانون والدولة«. اما محمد مقموق فكتب بصراحة «عملا ايران عم تخوننا ببلدنا وهني لو ما سلاحهم كان نصهم بالسجون بتهمة الخيانه العظمى. ومش قضيه وحده او اتنين، بل بالمئات «. حسين شوب اوضح الفرق بين المخطئ في رأيه والمخطئ في افعاله «من عبر عن رأي حتى لو اخطأ يستطيع تصحيح خطئه اما من قتل بشراً ابرياء فلا سبيل للرجوع عن خطئه»، موجهاً تغريدته الثانية لنصرالله «ليس خائناً من ينبذ الفتنة«. 

فرح صادق وصفت تهمة الخيانة بالاسطوانة كاتبة «لقد بالت أسطوانة تخوينكم وأصبحت محروقة! كل من لا يخضع لكم يصبح خائناً وتكفيرياً وعميلاً! أوليس هذا هو التكفير؟ من هو التكفيري إذاً؟«، لتلاحظ بعدها «الخائن هو الذي يرهن وطنه فداءً لمصالحه الشخصية، أو مصالح آمريه! ليس بخائن من يعترض على ذلك!«، اما باسم فعبر بصراحة ايضا «الصراحة جسمك الشريف لابسته الخيانة لبس ان من ناحية وطنية او قومية او … رغم هيك الناس عم تحاورك وتتمنى عليك والخ». ام بهاء استغربت في تغريدتها الاتهامات المتناقضة التي يطلقها نصرالله «مبارح كنا عملاء لاسرائيل واليوم نحنا دواعش وتكفريين التهمة دايما جاهزة». كويس كتب «لاجل توضيح الصورة الي بيرسل شباب بلده لبلد ثاني كرمال بلد ثالث هذا شوو ؟؟ بسلامة فهمك…«، اما فؤاد فكتب مذكرا نصرالله بواقع حزبه «ناسيي الميليشيا انها ميليشيا بالبلد ومش قوة شرعية؟؟ وما كان ناقص الا تبلش تصنف الناس بين خاين ومش خاين»، ومن جديد غرد بواقعية وصراحة «بيكفي تضحك على شباب البلد والقول اذا متّوا بتكونوا شهدا وتسمية يلي عم بيوعوهن بالخائنين«. ريان الشاب المسيحي غرد بالقول «شيعي لبناني وطني وحر.. اقرب من الف درزي والفين مسيحي ممانع»، سائلا باستهزاء «طيب اذا انا ضدك وضد بشار وداعش واسرائيل وايران واميركا … شو بتصنف؟! #لا_للتخوين».