Site icon IMLebanon

هل حريق خربة بسري في قضاء جزين مفتعل؟

 

دعوة إلى استنفار وطني لمواجهة خطر حرائق محتملة

 

 

يهدد خطر الحرائق في فصل الصيف الاحراج والمحميات الطبيعية في لبنان، مع ارتفاع درجات الحرارة تحديداً في آب اللهاب، ويزيد من خطورتها إفتعال بعضها بهدف الحصول على الحطب والفحم للتزود بها والتدفئة في فصل الشتاء، ومن بينها الأحراج في منطقة جزين التي تشتهر بأشجار الصنوبر والسنديان المعمرة والمثمرة.

 

حريق «خربة بسري» في قضاء جزين سلط الضوء على هواجس ابنائها ومخاوفهم من القضاء على مساحات واسعة من الاحراج وخاصة تلك التي تشكل وحدة متكاملة ومترابطة من دون ان يكون فيها طرق لعبور سيارات الاطفاء لاخمادها سريعاً وهو ما حصل، ما استدعى تدخل طوافات الجيش وفرق الدفاع المدني من جزين وصيدا وصور واقليم الخروب والشوف، ورغم ذلك استمر الحريق ثلاثة ايام متتالية وقضى على 500 دونم، ما يعتبر خسارة جسيمة. ويؤكد رئيس مركز «الدفاع المدني» في جزين مارون المقنزح لـ»نداء الوطن» ان فرق الاطفاء «واجهت صعوبة بالغة في اخماد الحريق ومحاصرته بسبب اشتداد الرياح والحرارة من جهة ووعورة المنطقة وكثافة الغطاء الحرجي من جهة اخرى، اضافة الى صعوبة الوصول الى قلب الحرج لعدم وجود طرق داخلية، فجرت الاستعانة بطوافات الجيش، وبقينا نقوم بتبريد الحريق حتى مساء امس لمنع اشتعاله مجدداً»، موضحاً «ان تحديد سببه وما اذا كان مفتعلاً او لا، يعود الى القوى الامنية وارسال خبير بالحرائق من المديرية العامة للدفاع المدني للكشف على المكان».

 

غير ان مختار البلدة شفيق عيد رجح لـ»نداء الوطن» ان يكون الحريق مفتعلاً، سائلاً «هل سينزل من السماء لوحده، لقد جرى على الارض ومن المعيب ان ندعي ضد مجهول، فقد التهم نحو 500 دونم من الاحراج ما يشكل خسارة جسيمة، والمطلوب وضع أجهزة رصد وانذار للحرائق وكشف الفاعلين ومعاقبتهم لمنع تكراره»، مستدركاً «ان بعض المسؤولين حرقوا الوطن… ولا أدري اذا كانوا سيبالون بحرائق الاحراج وفقدان اشجار الصنوبر المعمرة».

 

الحريق الذي أتى على مساحات واسعة من الأشجار، اندلع بمحاذاة الطريق المُعبّدة في خربة بسري، قبل أن يتمدد بفعل سرعة الرياح الى أحراج بكيفا ومزرعة الضهر، وسارع وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، الى تفقد المنطقة لمتابعة عمليات الإطفاء، يرافقه رئيس اتحاد بلديات قضاء جزين خليل حرفوش ورئيس جمعية الحركة البيئية اللبنانية فضل الله حسونة. ووصف ياسين مشهد النيران المشتعلة وارتفاع سحب الدخان بالمؤسف، وقال: «كل شجرة تحترق هي خسارة، فكيف بالاحراج؟ لكن المؤسف أكثر أن غالبية الحرائق هي من صنع الإنسان، إما نتيجة الاهمال او التعمد»، وقال: «نحن ومنذ أشهر نعمل على الوقاية والحد من حرائق الغابات، وشكلنا مجموعة تضم الدفاع المدني وبلديات وبيئيين ومتطوعين لرصد ومتابعة حرائق الغابات في منطقة الاقليم ومن خلال حملات توعية، ولكن لم نستطع القيام بكل الأعمال لهذه المنطقة بالتحديد، وغدرنا هذا الحريق، ويجب أن تكون هناك مجموعات محلية ترصد وتراقب وتعمل وقاية وتوعية… هذا الحريق هو درس لأهمية الوقاية والرصد، ولدى الدفاع المدني معاناة من ناحية السيارات المعطلة، وصعوبة تأمين الفيول والمياه».

 

وفيما حيا حرفوش عناصر الدفاع المدني، أكدت الحركة البيئية اللبنانية ان لبنان يتجه الى عشرة أيام صعبة، ترتفع فيها نسبة اشتعال الحرائق في أماكن مختلفة من لبنان. وتدور المعلومات حول افتعال العديد منها لذلك تجدد الحركة الدعوة الى اوسع استنفار وطني في جميع البلدات والبلديات واتحاداتها وسائر فرق الاطفاء والدفاع المدني والجمعيات البيئية وتشديد التعاون مع وزارتي البيئة والزراعة والجيش اللبناني في الايام المقبلة، لمواكبة موجة الحر واحتمال اندلاع الحرائق ووضع لوائح تحدد مصادر المياه القريبة والصهاريج وإمكانية التحريك السريع وتأمين التجهيزات اللازمة للتدخل واستنهاض المتطوعين لحماية الموارد الطبيعية.