IMLebanon

خط الدفاع الأوّل

يطلّ الأوّل من آب، ولبنان يكاد يَرزح تحت وابلٍ من التحديات والاستحقاقات والأعباء والركود، فيما الجيش اللبناني يُسطّر مرّةً جديدة نجاحاً مشهوداً له في صدّ الإرهاب وحماية اللبنانيين.

منذ سنوات والإرهاب يهدّد لبنان، لكنّ الجيش اللبناني يتصدّى له ويَهزمه في كلّ معركة وموقعة، من جرود الضنّية إلى مخيّم نهر البارد، وها هو اليوم قد أفشَل مخططاته في تفجير لبنان وخرقِ أمنِه واستقراره، ويُشارف على إسقاطه في جرود حدوده الشرقية.

منذ سنوات والحروب تُدمّر دوَلاً في المنطقة. تُسقِط أنظمة. تَستنزف جيوشاً. تُحوّل نيرانُها حياةَ الشعوب جحيماً. تمحو تاريخاً وتُبدّل الجغرافيا السياسية. تُبيد أهلَها وتشتّت مَن هرَب منهم ونزَح. وفي المقابل ينجو لبنان، ويتمكّن من تجنّبِ العاصفة الدموية، لا بل يُحاصر نيرانَها بدل أن تحاصرَه، وذلك بفضل الجيش اللبناني ودماءِ شهدائه وتضحيات ضبّاطه ورتبائه وعناصِره، وحكمة قيادته، على رغم حجمه ومحدودية أدواته مقارنةً بجيوشٍ أخرى استنزَفها الإرهاب.

وها هو العالم ورؤساء الدول، يَشهدون اليوم للجيش اللبناني نجاحَه المتواصل منذ زمن بعيد في محاربة الإرهاب. وها هم اللبنانيون يلتفّون حول جيشهم الذي منَع انهيارَ الوطن والكيان، وحمى الحرّيات، ونجَح مع أشقّائه في سائر الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية في استئصال الخلايا الإرهابية وضَربِ أوكارِ الإرهابيين ومطاردتِهم والقبض عليهم، فيما ناءَت دولٌ كبرى تحت هجمات الإرهابيين ووحشيتِهم.

هذا الجيش لا يستحقّ التقدير والتكريم فقط في اليوم الأوّل من آب كلّ سنة، وإنّما يستحقّ التحية والتهنئة والشكرَ كلّ يومٍ وكلّ ساعة. لكنّ الكلام وحده لا يكفي، ولا يفي الجيشَ حقَّه.

هذا الجيش يستحقّ تقديراً أكثر، واحتراماً أكبر، وتسليحاً أفعَل، ترتقي إلى مستوى تضحياته، وقوّةِ صلابته، وطهارة عقيدته، وشجاعة أبنائه وحجم إنجازاته.

مِن حقّ هذا الجيش، وواجبِ الدوَل الساعية إلى القضاء على الإرهاب، أن تُسارع إلى دعم الجيش اللبناني بأسلحةٍ متطوّرة وتجهيزات وأعتدة حديثة، كجزء لا يتجزّأ من استراتيجياتها لمحاربة الإرهاب، لأنّ المعركة ضدّ الإرهاب عالمياً أصبَحت معركةً واحدة، ولأنّ الجيش اللبناني يقفُ في خطّ الدفاع الأوّل عن لبنان والعالم.

تحية إلى شهداء الجيش الأبرار وعائلاتهم، وتحية إلى قيادة الجيش وأركانه وضبّاطه، وألف تحية إلى أبطال الجيش الشجعان المرتمين على الجبهات دفاعاً عن لبنان واللبنانيين.