ليس واجباً على اللبنانيين ان يشخصوا بانظارهم ويثبتوها بانتظار وصول شهر آب المقبل الذي كثر الحديث مع اقترابه وربطه بملء الفراغ الرئاسي او اقتراب العماد ميشال عون من القصر الرئاسي، كل هذا الانتظار كانت قد سبقته سلسلة من الانتظارات وتحديد الاشهر لسنتين خلت من الفراغ الرئاسي، الا انه يبدو ان هذه الصناعة محلية بامتياز ولا ترتكز على اي مؤشرات دولية واقليمية يمكن انت سهل لداخل الحراك حول هذا الملف او بصورة أدق تلقي المسؤولين في لبنان اوامراً واضحة من قبل الدول الداعمة لنفوذ الكتل النيابية من الخارج، وبانتظار ان يحصل هذا الامر مع انه مستبعد فان مصادر سياسية مطلعة تستبعد مجمل هذه السيناريوهات وتعتبرها فاعلة فقط في خاصرة المرشحين لهذا المنصب والذين باتوا يصدقون كل ما يقال او يشاع مع علمهم الاكيد انهم يعلمون مصدر الكذبة او التمريرة ويعمدون الى البناء عليها بفعل عدم امتلاكهم اي معلومات من مصادر خارجية.
وتشير هذه المصادرالى ان مصدركافة ما يثار حول هذا الاستحقاق منبعه بعض زواريب السياسة اللبنانية الضيقة والتي تلتقط اشارة اعلامية غربية يمكن رميها على طاولة غداء او عشاء انما حقيقة الامر ان الصورة الحالية باقية الى ما بعد شهر آب وما بعد بعده مع العلم ان احداً لم يحدد ما سيحمله شهر تموز من احداث كي تتم الولادة في الشهر الذي يليه – وتحدد هذه المصادر لتركيز رؤيتها على العديد من المعطيات السلبية والتي لا يمكن صرفها خلال شهرين من الان وفق التالي:
– اولاً” بخلاف كل ما يقال ويحاك في المحافل الدولية الكبرى فان ادنى اهتمامات هذه الدول هو استحقاق الرئاسة اللبناني، فالبلد ماشي برئيس او من دونه وهذه المصالح الضخمة والاستراتيجية للدول الكبرى لم تتأثر بفراغ قصر بعبدا ولم تتعطل مصالحه لمجرد ان فلان لم يستلم رئاسة الجمهورية، فهذا امر من السخف القول حسب هذه المصادر الاعتماد عليه انتخاب رئيس جديد لجمهورية تكاد لا ترى على خارطة العالم ولا تمتلك اي مقومات اقتصادية يمكن التعويل عليها ولا تؤثر على النفط او الغاز، او حتى سياسة اي دولة اقليمية – فلبنان بلد كان سياحياً ثم تحول منذ ما بعد الطائف الى مرتع للاستخبارات الاقليمية والدولية اي بمثابة «ويك اند» للراحة في هذا البلد ومن جهة ثانية لادارة العمليات العسكرية والسياسية في المنطقة خصوصاً ان قوة اي سفير غربي او عربي توازي كلمة شفاهه كل ما تختزنه الادمغة السياسية اللبنانية، هكذا كانت الجمهورية اللبنانية وبقيت تحافظ على تراث الاخضاع وتنفيذ الاوامر، وبصريح العبارة تقول هذه المصادر ان لا سياسة في لبنان بل هناك ساسة منتفعون على مر الزمن، كل هذا يوحي بأن البلد متروك للفراغ الى حين يرى اهل الغرب والعرب مصلحة ما في امساك بيد شخصية وتخبره: انك انت الرئيس وليس بالضرورة قولها بصوت منخفض بل على سبيل المثال عهر الادارة الاميركية من الصرح البطريركي الماروني في البوح: اما مخايل الضاهر او الفوضى، وبالفعل احترقت البلد بأكملها كما شاء الاميركيون وحتى الساعة لم تغير الادارة الاميركية من هذا الاسلوب الذي يبقى ساري المفعول الى ما شاء الله.
ثانياً: ان عودة الملف الرئاسي وتقاطع المعلومات حوله في الداخل اللبناني ليس مبنياً على اي شيء يذكر واذا كان البعض يعتقد ان الرئيس سعد الدين الحريري سوف يلقي كلمة في يوم من الافطارات ويرشح العماد ميشال عون للرئاسة، حتى هذا الامر ليس ملك يدي الحريري الذي اعترف وزير داخليته ان ترشيح النائب سليمان فرنجية كان طرحاً انكليزياً، وبانتظار خيار آخر فان على العونيين التخفيف من التعويل على تيار المستقبل ضنا بزعامة عون في المقام الاول في المجتمع المسيحي واحتراماً لعقول الناس الذين باتوا يعرفون ان الانتخابات البلدية جرت بأوامر من الخارج، ومن ينتظر ان ينطق الرئيس الحريري باسم عون مرشحاً رئاسياً عليه ان يعي ان رئيس تيارالمستقبل ليس باستطاعته تعطيل انتخابات الرئاسة وعلى الجميع ان يفتشوا عن الانكليز وغيرهم.