د. عماد رزق
بعد المعارك على ضفاف البحر الاسود، ومع اقتراب اشكالية الممرات البحرية في البوسفور والدردنيل ومضيق جبل طارق حيث الازمة مؤجلة، في ظل اعلان الجزائر الدولة، رسمياً الحرب على الكيان الاسرائيلي بعد عملية 7 تشرين الاول.
50 عاماً من الحروب من النيل الى الفرات، من يوم الغفران في العام 1973 الى طوفان الاقصى في العام 2023.. سقطت نظرية الارض مقابل السلام، والتي بموجبها وعدت “اسرائيل” في 26 آذار 1979 بإعادت كامل سيناء للجانب المصري، واذا كانت “السيوف الحديدية” حرب ابادة للشعب الفلسطيني في غزة، فإن سيناء تختصرجبهات ومعارك ممرات التجارة الدولية، بين الشرق والغرب.
4 معارك قادمة لحروب البحار الخمس، من جبهة اوكرانيا للسيطرة على البحر الاسود، تستكمل جبهة البحر الابيض المتوسط مع البحر الاحمر. بعد جبهة الخليج والصراع على حوض بحر قزوين.
معارك تخوضها الولايات المتحدة الاميركية للعقود الخمس القادمة، من معركة الممرات، الى معركة الموانىء ومعارك المنصات الى معارك حقول النفط. تحالف دولي جديد تشكل امام السواحل اليمنية عنوانه ” حارس الازدهار” في وقت يستمر انهيار عملات دول “الوسط” في شرق المتوسط، من تركيا الى سورية فالعراق ولبنان وصولاً الى مصر.
في المقابل، يتشكل محور المقاومة تحت عنوان ” وحدة الساحات” للمواجهة وشعاره “الحصار بالحصار” واولى مهامه “اسقاط الكيان”. معركة “المقاومة” بدأت بين القوات المصرية والاسرائيلية من العام 1948 وحتى العام 1956 في قطاع غزة، بعد ان كانت مدينة العريش في مصر مسرح الاشتباك في العام 1948.
اما اليوم، وبعد 75 عاماً تعود معركة السيطرة على سيناء والممرات والموانىء من غزة، جنوب فلسطين. معارك التخادم اصبحت واضحة، فدور المرتزقة في معارك غزة يؤكد عمق المعركة على مساحة البحار الخمس والاهم دور الشركات الامنية المتعاونة مع وزارة حرب العدو التي تقوم بترتيب العقود واعطاء الحوافز، كما ان بعض المقاتلين الاجانب جاؤوا بعائلاتهم وذلك قبل عملية “طوفان الاقصى”. حوافز ترتفع للمقاتلين الاجانب بمدى قتلهم للشعب الفلسطيني، والهدف انهاء القضية والتهجير.
ففي 22 كانون الاول 2023 اعلن الكيان توسيع عملياته في غزة براً وبحراً وجواً، في وقت مجلس الامن يعلن التأهب لصيغة مؤجلة لادخال المساعدات الانسانية من دون التطرق لموضوع وقف اطلاق النار بعد ضغوط اميركية وكأنه ضوء اخضر من بايدن بأستمرار الحرب في شرق المتوسط.
مؤشر يعاكس الميدان حيث انه وبعد 70 يوماً من القتال، لواء غولاني ينسحب لاعادة تنظيم صفوفه، ولواء غفعاني يتحضر للخروج بعد مصرع ضباط له في معركة ” الكمائن” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية وهو السلاح الاقوى في الميدان جنوب فلسطين، امام مرتزقة من 23 دولة يقاتلون مع وحدات الاقتحام على اكثر من محور في غزة. هؤلاء المرتزقة معظمهم خدم في جيوش بلاده وانهوا خدماتهم لينتقلوا بعدها للعمل في صفوف شركات امنية تتولى توظيفهم داخل جيش العدو كما خدموا في معارك اوكرانيا خلال المواجهات مع الجيش الروسي.
فالتقارير الامنية تؤكد ان حوالي 4000 فرنسي مرتزق يقاتل بالاضافة الى ما يوازيه بالعدد من دول اوكرانيا ومن دول البلقان ودول اوروبا الشرقية، يشرف عليهم خبراء قاتلوا في افغانستان والعراق ومؤخراً في اوكرانيا.
الاكيد ان المقاومة في غزة تقاتل وحدات اممية، وكأنها حرب عالمية تكتب عناوينها جغرافية غزة في محور الجنوب، كما رسمتها سابقاً معركة باخموت في الجنوب الاوكراني. “معارك الجنوب” تتحضر للانقضاض على الفرقة الرابعة المصرية كما استهدفت سابقاً الفرقة الرابعة في سورية، وتتحضر في الربيع القادم لمعادلة “الجنوب اللبناني”.
*باحث في الشؤون الأمنية