يعيش الجنوب وعاصمته صيدا، استنفاراً أمنياً وعسكرياً، في ظلّ المعلومات المؤكدة عن تواري اثنين من جماعة الشيخ الفار أحمد الأسير، وتوجّههما الى القلمون السورية، قبل عودتهما لتنفيذ عمل أمنيّ من ضمن مجموعة إرهابية.
أفادت مصادر أمنية «الجمهوريّة» عن تعقّب خمسة أشخاص يُشتبه بتحضيرهم عمليات إرهابية على مستوى لبنان، ومن بينهم صيداويّان من جماعة الأسير، أحدهما من عائلة (ح) والآخر من عائلة (ع) ووالده مسجون في رومية بسبب قتاله مع الأسير ضدّ الجيش اللبناني.
وأوضحت المصادر أنّ «مجموعة الخمسة» تضمّ الى الصيداويَّين، شخصاً مغربياً لم تكشف بقية هويته، والسوريَّين: (ع. م.خ)، و(خ ف. ك.). وكشفت أنّ أفراد المجموعة يحضرون لعمليات إنتحارية يُرجّح أنها تستهدف مراكز عسكرية وأمنية ورسمية بين بيروت والبقاع وصيدا، وقد بيّنت التحريات أنّ (ع. م.خ) يرتدي زيّ رجل دين ويحمل هوية بإسم «محمد أحمد الحجيري»، ويستقلّ سيارة «جيب هيونداي»، مع (خ ف. ك.) الذي يرتدي بدوره زيّ إمرأة منقّبة ويحمل بطاقة هوية باسم «عزيزة فاضل كرمي».
وكانت القوى الأمنية دهمت مكان إقامة (ع) و(ح) في الهلالية في صيدا، ولم تعثر عليهما، وقد استجوبت قريبين منهما عن مكان وجودهما وعمّمت صورتيهما.
وقالت المصادر إنّ (ع) و(ح)، كانا تورايا من صيدا منذ فترة، وقد أثار تواريهما الشكوك في أن يكونا ضمن المجموعة التي تُخطّط لتنفيذ عمل أمني، فباشرت القوى الامنية التحري عنهما لمعرفة الجهة التي انتقلا اليها في ظلّ معلومات عن عودتهما الى صيدا.
ولفتت المصادر الى أنّ هذه المعلومات قادت الى الاستنفار واتخاذ التدابير والإجراءات الامنية في محيط المباني الحكومية الأسبوع الماضي، ومنها سرايا صيدا وقصر العدل والمراكز الثقافية الغربية والجامعة اللبنانية وبعض المراكز الدينية، فضلاً عن تسيير دوريات على مدار الساعة وإقامة حواجز ظرفية ومتنقلة، وتكثيف التحريات عن المطلوبين ومراقبة المشبوهين وصولاً الى اتخاذ إجراءات أمنية مشدَّدة على مداخل مخيم عين الحلوة لمنع دخول أيّ مطلوب او خروجه.
وأفادت المصادر أنّ مخيم عين الحلوة وُضع تحت المراقبة المشدَّدة والتفتيش والتدقيق، حفاظاً على أمنه ولعدم استغلاله او توريطه في أيّ عمل تخريبي، قد ينطلق منه ضدّ حواجز الجيش المحيطة به، خصوصاً بعدما تأكّد وجود عدد من المطلوبين على أرضه ومنهم شادي المولوي.
وفي سياق متصل، أكد أمين سرّ حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، «وحدة المخيمات الفلسطينية وقواها السياسية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين».
وشدّد على أنّ «كلّ الإدعاءات عن حاضنة شعبية لهذا الإرهاب مرفوض»، قائلاً: «جميعنا مع القوة الأمنية لبسط الأمن والإستقرار وأخذ دورها في كلّ المخيمات، فنحن عامل إجابي لإستقرار الجوار اللبناني ولكنّ هناك أطرافاً تحاول زجّ مخيماتنا في المشكلات الداخلية اللبنانية والإقليمية».
وفي لقاءٍ تضامني مع الاسير لدى إسرائيل باسم الخندقجي نظمه «حزب الشعب الفلسطيني» في مخيم عين الحلوة، أعلن شبايطة «أننا في المخيمات إذ نرفض مشاريع التهجير والتوطين، نرفض أيضاً التخوين»، مؤكداً أنّ «عين الحلوة سيبقى مخيماً للمناضلين ولن يكون للإرهابيين فيه مكان».