عندما سمعت الجنرال السابق ميشال عون يقول عن رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة بـ«اخو الشليتي» لم أصدّق اذنيّ، وقلت: هناك خطأ أو بأحسن الحالات زلّة لسان.
إنّ الجنرال ميشال عون خريج الكلية الحربية في الجيش اللبناني الذي يعتبر من أرقى الجيوش في العالم خصوصاً أنّه من الضباط الذين شاركوا في دورات في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
ولو سأله أحفاد أحفاده: جدّو… شو يعني «أخو الشليتي»؟ فبماذا كان الجنرال سيجيبهم؟
على كل حال لا ألوم الجنرال عون خصوصاً أنني أحترم الأعمار، وهو تجاوز الثمانين عاماً، وهنا لا بد أن أذكر ثلاثة أحداث لها علاقة بالعمر:
الأول: في مذكرات رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الذي عندما بلغ الثمانين من عمره تقدّم باستقالته من الملكة، فسألته: لماذا؟ فأجاب: بلغت الثمانين ولم أعد قادراً على اتخاذ القرارات كما يفترض بي أن أتخذها.
الثاني: أطال الله في عمر غبطة البطريرك صفير الذي تقدّم باستقالته التي تفرّدت «الشرق» بنشرها، ويومها حاول كثيرون نفي الخبر وانتقدونا عليه… بالرغم من صحته التي ظهرت للجميع بعد أيام من نشرها في «الشرق».
وسبب استقالته التي تقدّم بها في الڤاتيكان هو تجاوزه الثمانين وشعوره بعدم القدرة على مواصلة العطاء.
الثالث: قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يتبعه مليارا مسيحي كاثوليكي في العالم… هو أيضاً تقدّم باستقالته وتبيّـن بحسب صحافي فرنسي كان يلازمه في رحلاته الى الخارج أنّه عندما رأى البطريرك صفير قد استقال قال: يجب أن أقدّم استقالتي بدوري فأنا من عمر البطريرك الماروني.
نعود الى الجنرال لنقول له: أنت حر في أن تنتقد من تريد وفي أن تقول ما تريد، ولكن يتبيّـن يومياً أنّ كلامك ينطلق من المصالح… وعلى سبيل المثال أقمت الدنيا ولم تقعدها وأصدرت كتاب «الإبراء المستحيل»، وراح النائب في تيارك ابراهيم كنعان يتنقل من قناة تلفزيونية الى أخرى… والاتهامات بلا حدود، وفجأة، وأنت في عزّ هذه المعمعة عندما تلمست بريق أمل بأنّك لو ذهبت الى فرنسا والتقيت الرئيس سعد الحريري فيمكن أن يكون لك حظ في الرئاسة.
ذهبت الى باريس بطائرة الرئيس الحريري ومعك الدكتور غطاس خوري وصهرك جبران باسيل، ثم بعد اجتماعات مطوّلة مع الحريري عدت بطائرته الى روما…
وعندما جاء الحريري الى بيروت ذهبت الى «بيت الوسط» والتقيته، على أمل أن يؤيّدك في الرئاسة.
وعندما قال لك الحريري، إنّه يؤيدك شرط أن تضمن تأييد مسيحيي 14 آذار… ولكنك لم تستطع أن تحصل على تأييدهم فرجعت الى لغة «عليّ وعلى أعدائي»…
بالمناسبة فإنّ من يكون بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، ولا تزال ماثلة فضيحة الأموال التي تقاضيتها يوم كنت تغتصب السلطة في قصر بعبدا، وقد حوّلت 50 مليون دولار الى حساب زوجتك في باريس وهو ما نشرت وقائعه بالتفصيل مجلة «لو كانار اوشينيه» المشهورة!