IMLebanon

الراعي وباسيل على الموجة السياسيّة نفسها في ملف النزوح وإنهاء الفراغ “لقاء فلورنس”: هواجس مسيحيّة من العودة الى حقبة التهميش 

 

 

 

غادرالموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت كما حضر “خالي الوفاض” من دون تحقيق اي إختراق في الملف الرئاسي، فزيارته كما صار مؤكدا لم تأت بجديد، لأنها كما تقول مصادر سياسية اصطدمت بالحواجز والعوائق نفسها .

 

زيارة لودريان وضعت على مشرحة التفسيرات الكثيرة والمختلفة، فثمة من يقول انها انتهت قبل ان تبدأ، وهناك من نعى المبادرات الدولية والمسعى الفرنسي، واضعا التوافق الرئاسي لدى اللبنانيين أولا وأخيرا. وثمة من يعتبر ايضا ان الديبلوماسية الفرنسية تورطت مجددا في المطبات والدهاليز اللبنانية، وهذا ما حدا لودريان عند مغادرته على التحذير من زوال لبنان .

 

بالمحصلة، لم يقدم الموفد الفرنسي اي طرح جديد او تصور، ولم يتحدث في لقاءاته عن خيار ثالث، وانتقل فقط من طرح موضوع الحوار الى اطلاق آلية التشاور. في الشكل ايضا، لم تكن حركة الموفد الفرنسي “موفقة” كما في الجولات السابقة، فالزيارة كانت مختصرة، وتبلغ لودريان او استخلص ان إنتخاب رئيس الجمهورية يجب ان يسبقه حوار وتوافق لبناني. وفي الشكل ايضا كان لافتا عدم اجتماع لودريان برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لدواعي السفر ووجوده خارج لبنان.

 

مصادر “الوطني الحر” اكدت ان لا مقاطعة او خلفيات سياسية وراء عدم حصول لقاء بينهما، فزيارة الموفد الفرنسي تزامنت مع الجولة الأوروبية لباسيل ليس أكثر، وان الغياب وضع في غير سياقه الصحيح، فالتيار يدعم الجهود والمساعي الدولية لإتمام الاستحقاق الرئاسي، ويؤيد عمل سفراء الدول الخمس، ويتعامل مع فرنسا كدولة صديقة للبنان.

 

وتقول مصادر سياسية مطلعة انه رغم التوضيح بعدم وجود مقاطعة من قبل التيار، فإن الربط بين تعمّد باسيل الغياب وتقصده عدم الإجتماع بالموفد الفرنسي، بقي قائما على خلفية الاجتماع السابق بينهما، وما عرف باجتماع الدقائق الخمس، والالتباس بين باسيل والفرنسيين في مرحلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

واكدت المصادر انه إذا كان ما حصل في موضوع غياب باسيل عن اجتماعات لودريان مجرد “صدفة” او “توقيت غير مناسب”، فان لقاء باسيل والبطريرك بشارة الراعي المطول في مدينة فلورنس الإيطالية في جولته الأوروبية، حمل اكثر من عنوان ورسالة، حيث من المؤكد ان اللقاء تناول ملفات الساعة ، خصوصا الملف الرئاسي والهواجس الوطنية والمسيحية.

 

فالملف الرئاسي، كما تقول المصادر نفسها، حضر بقوة في “لقاء فلورنس”، حيث ظهر التوافق في وجهات النظر على عدد من النقاط الرئاسية، كمثل عدم ربط الاستحقاق الرئاسي بمجرى الحرب في غزة، والتوافق على تجنيب لبنان حروب الآخرين، مع توضيح باسيل فصل الموقف السياسي من حرب غزة عن مسألة دعم عمل المقاومة .

 

وثيقة بكركي احتلت حيزا واسعا من اللقاء ايضا، تضيف مصادر “الوطني الحر”، فالتيار يتطلع الى وثيقة وطنية اكثر من الوثيقة المسيحية، ومن الضروري ان لا تأخذ الوثيقة المسيحيين الى مشاريع خطيرة ومناخات التقسيم. ومن وجهة نظر التيار، فان الوثيقة يجب ان توفر مساحات التلاقي وتنتج اتفاقا بين القوى المسيحية لإنهاء التشرذم القائم.

 

وتؤكد المصادر ان بكركي والتيار على الموجة السياسية نفسها، فالمخاوف مشتركة من المسار الذي يسلكه ملف النازحين السوريين والدعم الأوروبي لللنازحين على حساب لبنان، عدا ان الهم الأساسي يبقى بإتمام الاستحقاق الرئاسي، فاستمرار الفراغ في بعبدا مؤشر خطير في مرحلة بالغة الدقة من المتغيرات في المنطقة، قد تأتي على حساب الوجود المسيحي، مع احتمال ان تؤدي الانقسامات المسيحية الى عودة المسيحيين الى حقبة ما قبل العام ٢٠٠٥، بما كانت تحويه من غبن وتهميش المسيحيين في لبنان.