«صحيح ما تقسم ومقسوم ما تاكل وكول حتى تشبع»
فعلاً، ما عدنا نفهم أين الرأس وأين الرجلان! وذلك لأننا أمام حكومة لا تعرف ما تريد تتخذ القرارات مساءً فلا تمر عليها 24 ساعة حتى تتراجع عنها فتسقطها.
إنّها حكومة تعالج الأمر بتسرّع وباعتباط… ولا أحد يعرف كيف ولماذا اتخذت القرار، وكيف ولماذا تراجعت عنه… وما هي الأسباب الموجبة، نقول هذا من دون أن يكون لنا سابق موقف من المناقصات، إنما دلالة على هذا التخبط.
والموضوع الساخن اليوم هو ملف النفايات… فلا نظن أنّه يلزم مجيء اينشتاين جديد ليسهم في إيجاد الحل.
إنّ العالم كله قدر أن يحل هذه المشكلة… مهما كانت الأنظمة في تلك البلدان، ومهما كان تصنيفها في العالم الاول أو في العالم الثالث وما بينهما.
نحن في لبنان، وحدنا، عجزنا عن حل للنفايات، ونود أن نقول: ليس هذا الكلام مع الحكومة أو ضدّها… إنما لم يعد مسموحاً عدم إيجاد حل لهذا الملف القذر الذي باتت مضاره كبيرة جداً، صحياً وبيئياً وحتى على صعيد المنظر القبيح في هذه العاصمة التي هي لؤلؤة الشرق والمتوسط… أو هكذا كانت.
ولقد أصيب اللبنانيون بخيبة أمل فعلية ولم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون أمام التقاعس، والتردّد والمماطلة…
إنهم يرمون البلد في المجهول، ويضيفون الى مشاكلنا مشاكل، وإلى أزماتنا أزمات!
كأنه لم يكفنا وجود أكثر من مليون و500 ألف نازح سوري شقيق يزيدون من الأعباء الحياتية على اللبنانيين.
وكأنه لم تكفنا مشكلة الكهرباء، وقد بات على اللبناني أن يسدّد عنها فاتورتين دائماً (للدولة وللمولد بالاشتراك) وفاتورة ثالثة للكثيرين من الذين تفرض عليهم ظروف أعمالهم اعتماد مولد خاص.
وماذا عن مشكلة الماء؟ وعن المشاكل الحياتية الأخرى الكثيرة؟ وأيضاً ماذا عن الخلافات المزمنة بين الفريقين (14 آذار و8 آذار) ومن يدور في فلكيهما، ما يؤدي الى هذا «البلوكاج» الكامل في البلد؟
واللافت أنّ الذين يطالبون بالحل هم الذين يعطلون مجلس الوزراء… ماذا يعني أن ينسحب فريق من مجلس الوزراء وهو الذي يطالب بالمشاركة؟!.
ارحموا هذا الشعب.
ارحموه… فلم تعد لديه قدرة على التحمل…