زمن الاتحاد السوڤياتي الذي كان مكوّناً من روسيا الاتحادية ومجموعة من الدول الـ14 المجاورة، أي قبل العام 1991 نشب صراع بين القوتين العالميتين الولايات المتحدة الاميركية من ناحية والاتحاد السوڤياتي من ناحية ثانية… واستمر الصراع على أوجه، متصاعداً، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)، واتخذ أوجهاً عدة منها السياسي الى هذه الدولة واتخذ تسمية الصراع بين «العالم الحر» و«الستار الحديدي».
في آخر 20 سنة أي بين العام 1971 والعام 1991 انتقل الصراع الى ما يسمّى حرب النجوم، في حين كانت واشنطن وروسيا تتنافسان على اكتشاف الفضاء، ولم يدم الصراع طويلاً إذ استسلمت موسكو تحت حاجتها الى القمح الاميركي، وبعبارة أخرى أنّه بكيس الطحين «حكمت» الولايات المتحدة الاتحاد السوڤياتي.
اليوم هناك صراع جديد بين أميركا وروسيا وريثة الاتحاد السوڤياتي، وهو يتمثل في أوجه عدة خصوصاً أنّ أميركا أصبحت منذ العام 1991 القوة الوحيدة في العالم، ولكن عندما وصل بوتين الى السلطة أعاد لروسيا مكانتها في العالم وأصبح الاقتصاد الروسي واعداً بعد سنوات من المعاناة… ورويداً رويداً استطاع بوتين أن ينهض بروسيا ويحاول بشكل أو بآخر استعادة دورها كدولة عظمى واستطاع خلال فترة زمنية قصيرة تحقيق خطوات إقتصادية كبيرة وأصبحت روسيا في وضع إقتصادي مميّز.
المهم اليوم أنّ هبوط أسعار النفط قد تضررت منه روسيا الى حد كبير حيث هبطت العملة الروسية «الروبل» خلال هاتين السنتين حوالى 15 في المئة (إذ ارتفع الدولار من 35 روبلاً للدولار الواحد الى 41 روبلاً).
الضرر من هبوط أسعار النفط من 100 دولار للبرميل الى ما دون الـ60 دولاراً كما حصل امس في بورصة نيويورك، واحتمال أن يهبط أكثر أصاب روسيا مباشرة وإيران كذلك… فالاقتصادان، الروسي والإيرني، يعتمدان الى حد كبير على النفط وعندما يهبط عن 100 دولار للبرميل الواحد فهناك مشكلة إقتصادية كبيرة ستؤدي خلال فترة قصيرة الى انهيار الاقتصادين الروسي والإيراني.
ويجب أن نتنبّه الى أنّه في الوقت الذي تتضرّر روسيا وإيران فإنّ هبوط أسعار النفط سوف ينعش الاقتصاد الاوروبي لأنّ أوروبا تعتمد إعتماداً رئيسياً على النفط المستورد أي بدل أن تشتري برميل النفط بـ100 دولار فإنّها تشتريه اليوم بـ60 دولاراً ويمكن أن يهبط أكثر… وهناك حديث أنّ الاسعار ستهبط وتصل الى ما دون60 دولاراً…
وهكذا كما أسقط كيس الطحين نظام الاتحاد السوڤياتي وأعاده الى حجم روسيا فقط، يبقى السؤال الكبير اليوم: هل يؤدي هبوط أسعار النفط الى إطاحة بوتين؟!.