IMLebanon

وزير الخارجية يتراجع: تبديل مدير المراسم

 

قرار التكليف الذي كان وزير الخارجية جبران باسيل ينوي إصداره، ويتضمن إسناد مديرية المراسم في وزارة الخارجية إلى دبلوماسي من الفئة الثانية، هو القائم بالأعمال السابق في روما كريم خليل، أثار نقمة داخل قصر بسترس، وبين أعضاء السلك الدبلوماسي، ولا سيّما بعدما كشفت «الأخبار» في عددها الصادر يوم الأربعاء ٢١ شباط عن قرار التكليف المُتعلق بمديريات «الخارجية»، والذي لجأ إليه باسيل عوض إصدار مرسومٍ لتعيين الدبلوماسيين في مراكزهم، بحجة أنّ المرسوم بحاجة إلى قرابة شهر حتى يدخل حيّز التنفيذ. في وقت يعتبر فيه كُثر أنّه قام بذلك من أجل أن لا تقوم حركة أمل بأي ردّة فعل، كأن يمتنع وزير المال علي حسن خليل عن توقيع مرسوم التعيينات.

 

لم يكن متوقعاً تكليف المُلحق الاغترابي كريم خليل بـ«المراسم»، ولا سيما أنّ حركة أمل كانت قد طلبت الحصول على هذه المديرية وإسنادها إلى السفير بلال قبلان. وهو الأمر الذي حاول باسيل «الالتفاف» عليه طويلاً، وقد نجح في النهاية. إلا أنّ البلبلة التي تبعت نشر الخبر، أدّت إلى تعديلٍ الوجهة.

يوم الأربعاء (أول من أمس)، عُقد اجتماع للجنة الإدارية في «الخارجية»، والتي تضم: الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي، مدير الشؤون السياسية السفير غدي خوري ومدير الشؤون الإدارية والمالية السفير كنج الحجل. ناقش المجتمعون تعيين كريم خليل، وكان كنج الحجل أشدّ المعترضين على هذا الخيار، مُعتبراً أنّه لا يجوز تكليف مُلحق اغترابي على رأس مديرية يجب أن يُعين فيها دبلوماسي ينتمي إلى الفئة الأولى، وخاصة أن هناك عدداً وافياً من السفراء في الإدارة. طرح كنج اسم نجلا رياشي (كانت مُختارة لترؤس دائرة الصحافة)، علماً بأنّ غدي خوري كان يُفضّل بلال قبلان، فيما يميل هاني شميطلي إلى خيار كارلا جزار. مشكلة (قبلان) أنه مطروح من قبل حركة أمل، والثانية (جزار) يُعارض باسيل تكليفها في «المراسم» لأسباب سياسية انتخابية تتعلق بدائرة البترون، كون جزار هي ابنة شقيقة النائب بطرس حرب. في النهاية، التقت مصالح الجميع، ولا سيما شميطلي «غير المتحمس لأن يتسلم أحد ثانٍ من الطائفة السنية (كريم خليل) إحدى المديريات»، وقرروا تزكية اسم نجلا رياشي لدى باسيل. وطلبوا أن يبقى محضر اجتماعهم طيّ الكتمان، إلى أن يُناقشوا الأمر مع باسيل يوم الخميس (أمس).

لم يكن محسوماً أن يوافق باسيل على خيار رياشي، لأنها تنتمي سياسياً إلى خطّ معارض للتيار الوطني الحر، ولم تكن تربطها علاقة جيدة بوزير الخارجية. كما أنّ عدداً من زملائها يرى «أن هناك من هو أكفأ منها لتولي مديرية المراسم». تقول مصادر متابعة للملف الدبلوماسي إنّه «لا يوجد مُبرّر لاختيار رياشي، رُغم وجود خيارات أخرى، سوى أنّها أتت بناءً على تسوية سياسية». مصادر في وزارة الخارجية أبلغت «الأخبار» أنّ باسيل «صدّق» أمس خيار اللجنة الإدارية، «وستحل نجلا رياشي مكان كريم خليل. وقد أعدّ السفير كنج الحجل قرار التكليف، ومن المفترض أن يوقّع عليه باسيل غداً (اليوم)».