Site icon IMLebanon

احباط العملية الإرهابية في الحمرا ما هي الدروس والعِبَر؟

نجا لبنان ليل السبت – الأحد من تمدد الإرهاب الذي يضرب من تركيا الى سوريا الى العراق الى مصر الى ليبيا الى بعض دول الخليج، وصولاً الى اوروبا.

هذا الإرهاب المعولَم لا يترك نقطة ضعف أو ثغرة الاّ وينفذ من خلالها، ضارباً الإستقرار في كل بلد، حيث يستطيع، وها هو يحاول أن يختبر جدارة الأمن اللبناني، فاختبر منطقة سياحية بامتياز حيث تغص بالساهرين ليل السبت – الأحد، لكن العملية أُحبِطت بجهدٍ استثنائي هائل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.

وفي انتظار جلاء صورة التحقيقات، ما هي العِبَر والدروس التي يجب استخلاصها من هذه العملية وهذا النجاح الباهر الذي تحقق؟

***

العبرة الاولى ان الأمن تنسيق، فالعملية التي أحبطت تمّ إحباطها بتنسيق مشترك بين مديرية المخابرات وشعبة المعلومات، وكلما اتسعت دائرة التنسيق كلما تحققت أكثر فأكثر عمليات كشف الإرهاب: أمس نجاح للمخابرات وللمعلومات، وقبله نجاح للأمن العام، وقبله لأمن الدولة. أربعة أجهزة أمن في البلد يجب أن يكون العنوان هو التنسيق في ما بينها. فمسألة التنسيق إذا كانت مطلوبة مع أجهزة خارجية، فكم بالحري أن تكون بين أجهزة لبنانية؟

العبرة الثانية ان المؤسسات الأمنية يجب أن تحظى بكل رعاية: تدريبية ومعنوية ومادية، بمعنى آخر فإن الاستثمار في الأمن هو استثمار في الاستقرار وفي الانماء وفي النهوض الاقتصادي، فمن دون الأمن لا استقرار ولا استثمار ولا انماء ولا نهوض. لنتطلع حولنا وفي الدول القريبة فماذا نجد؟ ها هي تركيا وصلت عملتها الى الحضيض بسبب الإرهاب الذي يضربها. وهناك دول اخرى لم تستطع عملتها الصمود بسبب الإرهاب الذي ينخرها.

ان الإستثمار في الأمن يعني اعطاء الأجهزة الأمنية ما تستحقه من موازنات مدروسة، ليكون بإمكانها تجنيد العناصر البشرية الجيدة وتدريبها وإخضاعها لدورات سواء داخلية أو خارجية وتزويدها بأحدث المعدات، وتحديثها دوريًا.

إن الإستثمار في الأمن يحقق مردودًا في كل القطاعات من دون استثناء، فالبلد الآمن هو البلد الذي يجتذب رؤوس الأموال والاستثمارات والسياح. وعدم الاستثمار في الأمن يجعل البلد مكشوفًا على كل الإحتمالات الإرهابية، فتهرب رؤوس الأموال وتطير الاستثمارات ويبتعد السياح.

الأمثلة من حولنا أكثر من أن تُحصى: السياحة في تركيا في حالٍ يُرثى لها.

مصر تفعل المستحيل ليعود شرم الشيخ الى سابق عهده.

تونس لم تشفَ بعد من جروح الإرهاب.

وغيرها وغيرها الكثير من الدول التي نخر فيها الإرهاب حتى العظام.

***

العبرة الثالثة: لنتذكّر دائمًا ان الإرهاب غدّار، ودائمًا التعاطي معه يجب أن يكون بحذرٍ شديد، وتجنبه أحيانًا كثيرة يكون بعدم تقديم التسهيلات له بالذهاب في اتجاهه، بل بوجوب اتخاذ كافة إجراءات السلامة والحيطة، فالتنبّه يُصعّب عمل الإرهابي الى درجة جعل هذا العمل مستحيلاً أحيانًا.

حمى الله لبنان.