IMLebanon

متابعة أرمينية للأزمة اللبنانية مع ميدفيدف والبابا

تشهد العاصمة الأرمينية يريفان حركة زيارات دوليّة غير اعتيادية، فبعد أن زارها وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي، يعود إليها رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في 20 أيار المقبل. إلا أن الزيارة الاستثنائية التي يتحضّر لها قرابة الـ3 ملايين أرمني هي زيارة البابا فرنسيس بين 23 و25 أيار المقبل في زيارة رعوية استثنائية للدولة التي كانت تحت الحكم الشيوعي لعقود.

وشكّلت الذكرى الـ101 للمجازر ضدّ الأرمن، مناسبة للبنان لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية مع بلد ينتمي إليه قرابة الـ150 ألف أرمني لبناني، وللتمني على المسؤولين الأرمن طرح القضية اللبنانية في الاجتماعات الدولية المقبلة.

ولعلّ عمق العلاقات اللبنانية الأرمنية هي التي حتّمت أن يكون ممثل الدولة اللبنانية في احتفالات هذه السنة برتبة وزير هو وزير العمل سجعان قزّي الذي قام بسلسلة لقاءات رفيعة، منها مع رئيس الحكومة الأرمنية هوفيك أبراهاميان ووزير الخارجية إدوار نالبادانيان، الى لقاءات مختلفة مع وزراء تنمية المناطق والعدل والصحّة. ومن خلال المناخات التي استشفها قزي فإن «المسألة اللبنانية» ستطرح على جدول أعمال كل الاجتماعات التي ستنعقد، سواء مع ميدفيديف أو مع البابا فرنسيس.

هذا الأمر، يترجم الصداقة الوطيدة التي تربط بين البلدين، ويشير الى تشعّب علاقات أرمينيا بالدول المؤثرة في المنطقة من إيران الى روسيا، فضلا عن المظلّة الأميركية.

ويعتقد المسؤولون الأرمن، وفي طليعتهم وزير الخارجية نالبادنيان، أنّ القوى الكبرى قادرة على مساعدة لبنان، لكن ذلك لا يمكن أن ينجح من دون أن يتحمّل السياسيون اللبنانيون مسؤوليتهم في إجراء عملية الانتخاب في البرلمان، ويرى هؤلاء أنّ المخاطر على الاستقرار اللبناني تتزايد كلّما امتدّت فترة الفراغ الرئاسي، وخصوصا بسبب المخاض الذي تمرّ به المنطقة التي تعيش على فوهة بركان في انتظار زمن التسويات الذي يبقى مجهولا لغاية اليوم.

ولعلّ أكثر ما فاجأ قزّي، بحسب ما روى لـ «السفير»، اكتشافه أن اللجنة المشتركة اللبنانية ـ الأرمنية لم تجتمع منذ العام 2004 وهي برئاسة رئيسي حكومة البلدين، وحين يراجع المسؤولون الأرمن بالموضوع يقدّم لهم الجانب اللبناني أعذارا غير مقنعة.

وفي لقاءات رسمية مع وزير الخارجية الأرميني إدوار نالبادانيان تمّت إثارة مسألة اللجنة المشتركة وأعرب المسؤولون الأرمن عن استعدادهم للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع لبنان في الوجهتين.

يذكر أنّ قيمة استثمارات اللبنانيين في أرمينيا تفوق الـ700 مليون دولار، وثمة طاقات لبنانية مهمّة واستثمارات في قطاعات معالجة النفايات والاتصالات والحبوب والقهوة والأجبان والألبان وسواها.

ولفت، في الاحتفالات الرسمية الأخيرة، تثمين المسؤولين الأرمن لموقف رئيس الحكومة اللبنانية تمّام سلام في مؤتمر منظمة العمل الإسلامي في اسطنبول، إذ تحفظ على البند المتعلق باقتراح تركيا وبعض الدول لمطالبة أرمينيا بسحب قوّاتها من إقليم كاراباخ وقد امتنع لبنان عن التصويت. كما يقدّر الأرمن في أحاديثهم كثيرا أن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بالإبادة الأرمنيّة، وقد أقامت علاقات معها منذ العام 1993.

تعاني أرمينيا اليوم من الصراع القائم مع أذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ، ويقوم الأرمن بإتصالات لوقف التدهور المستمر يوميا بصورة متقطعة، وقد بدأت الإتصالات لإجراء تسوية لكنّ التجاوب لا يزال ضعيفا من الطرف الأذري، وتلعب روسيا دورا وسيطا وكذلك بعض دول المنطقة منعا لتوسع الصراع.