منظمة «الفاو» وبرنامج ألأغذية الدولي، اتفقا على أن هناك ٤ دول مهددة بانعدام امنها الغذائي من ضمنها دولة لبنان التي يعيش نصف شعبها تحت خط الفقر.
هذا التصنيف الدولي الصادم لم يصل بعد، على ما يبدو، الى اذان المسؤولين في هذه السلطة لأنه لو كان وصل لكانوا ربما خجلوا من أنفسهم لأيصال شعب لبنان الى هذا الدرك غير المسبوق في تاريخ لبنان، والمؤسف أن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه الى تأكيد المؤسسات الدولية المعنية بمثل هكذا وضع، أن لبنان سيواجه وضعا أمنيا خطيرا لن تستطيع الدولة مواجهته، لأن عناصر الانهيار قد اكتملت بعد فشل أخر محاولة لتشكيل حكومة انقاذ، حيث أن هناك انهيارا ماليا واقتصاديا وصحيا وسياسيا وحكوميا، ووجد المطران الياس عودة في عظة الاحد أمس الوصف الصحيح لأداء السلطة عندما قال انه اداء قبلي حيث كل مسؤول يريد حصة لقبيلته بدلا من أن يكون مسؤولا عن الجميع وليس عن أتباعه ومناصريه والمهللين له. وقد ركز عودة على المسؤول المسيحي عندما اشار الى أن يسوع تنازل وقبل الصلب، ولا نجد مسؤولا يتنازل عن كرسي أو مكسب متحججا بحقوق المسيحيين، كما ان البطريرك الراعي أكد امس في عظته أن بكركي لم تكن يوما مؤيدة لسلطة تعرقل الدستور.
***
في خضم هذه الفوضى المتمادية داخل السلطة، استفاقت أخيرا أن هناك دولا حاولت مساعدة لبنان، لكن السلطة لم تتجاوب معها وأفشلت جميع المحاولات، فاستدعت سفراء هذه الدول. علّ وعسى تساعدها ضد خصومها، لكن جواب السفراء كان واحدا، شكلوا حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين وابدأوا بخطة اصلاحات سريعة، عندها نكون الى جانبكم، لكن السلطة لا تعنيها الدولة، بل القبيلة ولذلك فشلت اللقاءات مع السفراء وارتفع سعر الدولار وطارت الفرصة السانحة مرة اخرى بفضل سلطة فاشلة فاسدة قبلية.