IMLebanon

الإستقرار الغذائي يوازي  الإستقرارَيْن الأمني والسياسي

 

الجميع في لبنان دخل في مدار الأعياد حتى ولو أنَّ كثيرين لا يشعرون بأنهم في عيد، عشرة أيام وتحلُّ الأعياد، وهذه الأيام المتبقية تمرُّ بسرعةٍ صاروخية فيمضي النهار وكأنَّه ساعة، ليستفيق اللبنانيون ويجدون أنفسهم في يوم العيد.

ماذا عن السياسة في ما تبقى حتى آخر السنة؟

على رغم أهمية الإجتماعات التي تحصل، فإنَّ هناك شعوراً عاماً بأنَّها إجتماعات تقطيع وقت لملء الوقت الضائع، فالحركة كثيرة لكن النتائج قليلة، ويبدو أنَّ هذه المرحلة قد لُزِّمَت إلى فرنسا من خلال المعطيات التالية:

موفدٌ فرنسي جال على القيادات اللبنانية وأنجز تقريره ووضعه على طاولة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل موعد لقائه مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام.

عدا الحركة الدبلوماسية الفرنسية بدا أنَّ باريس كانت راعية ترجمة الهبة السعودية إلى أسلحة فرنسية، وهذه الترجمة بلغت خواتيمها بعد زيارة سلام لباريس.

ولكن ماذا بعد كلِّ هذه الحركة؟

لا شيء قبل السنة الجديدة، أمّا ما تبقَّى فهو أملٌ في أن يتمكَّن اللبنانيون من الأعياد بأعلى درجات الطمأنينة التي لا يوفرُّها سوى الإستقرار.

والإستقرار لم يعد مسألةً سياسيةً أو أمنيَّة فقط، بل أصبح إستقراراً غذائياً بالدرجة الأولى، خصوصاً بعد الفضائح والفظائع التي كشف عنها وزير الصحة وائل أبو فاعور، ثم تبعه فيها وزير الإقتصاد آلان حكيم. وبين الهلع والصدمة يُفضِّل الكثيرون أن تكون هناك حملات توعية تُحذِّر من الفساد المستشري، لكنها تُعطي أملاً للناس بأنه بالإمكان تصليح الأمور من خلال تحميل المسؤوليات لجميع المتعاطين بالملف الغذائي، سواء أكانوا من أصحاب المطاعم أم أصحاب السوبرماركت أم المعامل أم الملاحم.

***

ثقافة التوعية أُطلقت من محطة LBCI الرائدة تحت إشراف الشيخ بيار الضاهر واستعانت بخبراء ومتخصِّصين ومعنيين وضعوا إصبع التوعية على جرح الفساد والإهمال، فكانت إرشادات جرى تقديمها من أصحاب الإختصاص والمعنيين بسلامة الغذاء، ومنهم مَن امتلك الجرأة ليقول إنَّ التلوث قد يبدأ من المنازل ومن المطابخ تحديداً، فإن كان هناك مَن يراقب السوبرماركت ومطابخ المطاعم فمن يراقب المطابخ المنزلية؟

وهل هناك حملات توعية لمعرفة الشروط الصحية للحفاظ على المأكولات والمواد الغذائية؟

ثم هناك التوعية حول نظافة المياه، حيث أنَّ سلامة الغذاء من سلامة المياه.

أهمية ما قامت به LBCI التي عودتنا على الإهتمام الدائم بشؤون المواطن قبل أي شيء آخر، دفع بوزير الصحة وائل أبو فاعور إلى معالجة المشكلات في سلامة الغذاء، متحدثاً عن المسؤولية المشتركة.

***

هذا النمط من إعطاء الأمل، هو الذي يُعطي دفعاً للناس في أن يمرروا هذا الوقت الضائع بشيء من الطمأنينة، فإذا كانت الإستحقاقات النيابية والرئاسية غائبة أو مغيَّبة، فعلى الأقل هناك حضور دائم وسهرٌ دائم على لقمة المواطن سواء من بعض الوزارات المختصة أو من بعض الإعلام الحريص على الإستقرار الغذائي حرصه على الإستقرار الأمني والسياسي.