IMLebanon

عن العهد القوي والوطن الضعيف!

 

 

أقلّ ما يقال في الواقع الرسمي اللبناني أنه يعيش حالة من التخبط والضياع. حالة التقهقر الاقتصادي – الاجتماعي غير مسبوقة، حتى خلال حقبة الحرب الأهلية لم يصل مستوى التراجع الاقتصادي إلى هذه الدرجة من الانحطاط التي تلامس الانهيار الشامل.

 

لقد إنتخب الرئيس الحالي (بعد تعطيل 43 جلسة نيابية بطريقة غير دستورية وغير مشروعة) تحت عنوان “الرئيس القوي” الذي يحظى بتمثيل شعبي واسع (وهو ما لا ينكره أحد بطبيعة الحال)؛ إلا أن الحملات التي اتبعت لتأمين هذا الانتخاب كان شعارها الرئيسي إعادة التوازن الى السلطة على اعتبار أن ذلك سيشكل الخطوة الأولى على طريق النهوض، وعلى قاعدة أن الرئيس القوي قادر أن يحقق ما لا يقوى على تحقيقه الرئيس غير القوي!

 

حسناً، ما الذي تحقق في السنوات الثلاث منذ بداية العهد؟ على المستوى السياسي تفاقم الشرخ بين اللبنانيين، وحتى المصالحات التي كانت مكرسة في الجبل وسواه سعت مجموعة مقربة من “العهد” لتخريبها، علاقات لبنان الخارجية لم تشهد تراجعاً في تاريخها كما هي اليوم ودلت على ذلك اللقاءات المحدودة التي أجراها الرئيس عون في نيويورك، بينما استذكر اللبنانيون الرئيس سليمان فرنجية الذي تحدث في الأمم المتحدة باسم العرب جميعاً!

 

على المستوى الإقتصادي، لا تزال المراوحة المكلفة هي العنوان الأبرز لمقاربة الملفات العالقة، ناهيك عن أن روائح الصفقات والسمسرات تضاعفت مقابل تلاشي شعارات “الإصلاح والتغيير”. حتى على المستوى النقدي الذي كان ثابتاً منذ مطلع التسعينات ولم يشكل مصدر قلق للبنانيين تعرّض للإهتزاز في “لعبة” خطيرة!

 

ثقة المواطن بالدولة معدومة، فرص العمل إلى تراجع والبطالة إلى تزايد، والغلاء يحرق جيوب الدخل المحدود وطوابير الشباب على أبواب السفارات طلباً للهجرة تضم الآلاف… ولكن العهد لا يزال قوياً!

 

القوة هي في جمع اللبنانيين، في تكريس الإستقرار، في المعالجات الاقتصادية والمعيشية، في ردم الهوة السحيقة بين المواطن والدولة، في إعادة الأمل للشباب والشابات، في ممارسة السياسة بأخلاق، والإقلاع عن الفجور والتخوين والاتهامات بالعمالة.

 

العهد القوي… ربما، لكن الوطن ضعيف!