Site icon IMLebanon

عن الحوار بين حزب الله والمستقبل مصدر قريب من الحزب : «ليش نحنا شو ناطرين»

هل يتحقق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله؟

هو السؤال المركزي الذي يدور في الاروقة السياسية اللبنانية لما له من تداعيات ترطب الاجواء الداخلية وتزيل التشنج القائم في البلاد منذ العام 2005 والذي كاد ان يؤدي الى فتنة مذهبية بين السنة والشيعة، ويبدو حسب مصادر نيابية ان نجاح هذا الحوار مرهون بمدى قدرة الرئيس نبيه بري وبمساعدة النائب وليد جنبلاط في ازاحة سلسلة من العوائق الاساسية التي تعترض هذا السبيل. الا ان الرجلين عازمان على الخوض في هذه المغامرة مهما كانت الشوائب قائمة بفعل الايجابيات الكثيرة التي تتفوق على السلبيات بأضعاف جراء نجاح هذا الحوار.

وتقول هذه المصادر ان الرئيس نبيه بري لطالما كان صمام امان عند المفاصل الكبرى والمنعطفات الخطرة التي مرت بها البلاد خصوصا بعد السابع من ايار والذي كان المحور الاساسي لهذا الفراق يضاف اليه تداعيات الحرب في سوريا وتدخل حزب الله فيها ووضع تيار المستقبل شروطا لم تتحقق حتى الساعة وفي مقدمها انسحاب المقاومة من الساحة السورية، وحسب هذه المصادر فان هذا الطلب المستقبلي قد ازيح من درب مباشرة الحوار وفق الآتي:

– اولا: اطلاق الرئيس سعد الدين الحريري سلسلة من المواقف اقتربت في مضامينها الموضوعية والجريئة الى بعض هوامش طاولة الحوار مع الحزب الا ان التطورات المتلاحقة في لبنان والمنطقة حالت دون الجلوس معا على خلفيات الموقفين السعودي والايراني.

ثانيا: تسارعت وتيرة الوشوشات بضرورة الحوار بعد الكلمة التي القاها السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء حيث رد التحية بالمثل للرئيس الحريري في بداية لرمي الطابة لدى الرئيس نبيه بري والبدء بمحاولة تركيب زوايا الطاولة بحيث بدأت ورشة رئيس المجلس الحقيقية لترتيب وترطيب الاجواء بين الطرفين.

ثالثا: تلقف تيار المستقبل هذه الاشارات وباشر مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والرئيس فؤاد السنيورة اتصالاتهم وتسمية هاتين الشخصيات للقاء بري تعني امرا واحدا: الجدية في التعاطي كي يستطيع رئيس المجلس الانطلاق ويبدو ان هذه الزيارة اعطت ثمارها لمجرد انعقاد هكذا لقاء بفعل عمق الخلافات التي كانت قائمة بينهما، وترافق هذا الجو مع جدية الحزب في الحوار وقول احدى مصادره: «ليش نحنا شو ناطرين» غير الحوار بين اللبنانيين خصوصا ان حزب الله يأمن لجانب بري في هذا السياق والاخير لديه ثقة بما يقوله السيد حسن نصر الله.

رابعا: يعول رئيس المجلس الكثير على مثل هكذا حوار نظرا الى فتح ابواب اخرى واستحقاقات داهمة في البلاد، ويرى مصدر مقرب من بري ان قضية بهذا الحجم تفتح ليس بابا واحدا انما سلسلة من الابواب باتجاه ردم الهوة وترطيب الجو بين السنة والشيعة وابعاد الحروب الاقليمية عن الساحة اللبنانية، وحسب المصادر النيابية فان سرعة تبدل موقف بري من مسألة التمديد للمجلس النيابي كانت كافية بعد طول تصريحات بالرفض كي يعرف المستقبل ان بري يطلب القرب من المستقبل لحليفه حزب الله حتى ولو تضرر حليف حليفه العماد ميشال عون، فالقضية جوهرية وتتعلق بأمن البلاد وعدم اندلاع الفتنة بين المسلمين ونتائج اخمادها تفوق عشرات المرات فوائد عدم التمديد، وهكذا يريد الرئيس سعد الحريري ونحن اعطيناه مبتغاه اما القوى المسيحية المعارضة فهي ليست وفق الميزان الكبير ذات قوة ضاربة باستطاعتها خربطة التوازن القائم في البلاد وفي النتيجة امكانية استيعاب معارضتها قائم حتى من الرئيس بري.

خامسا: لم يؤثر خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق حول احباط الخطة الامنية في البقاع في افشال مسألة الحوار لاعتبارين:

أ- استكمال الخطة الامنية في البقاع والدخول الى قلب بريتال والقاء القبض على مطلوبين ومصادرة اسلحة.

ب- حاجة الطرفين حزب الله وتيار المستقبل الى الحوار بحيث يبدو الوقت قاتلا وداهما وقبل ان يدخل من يخرب ما تحقق حتى الساعة.

سادسا: اقتنع الطرفان بما تم التأكد منه في الخارج بأن مسألة التقارب بين السعودية وايران ليست من الضرورة انتظارها كثيرا وهي تبدو طويلة جداً وبدلا من تتمرير الوقت «على الحامي» باستطاعة الحزب وتيار المستقبل العودة الى ما قبل تشكيل الحكومة وقول الرئيس الحريري: انها مسألة ربط نزاع!!

ولكن هل هذا يكفي؟

تورد هذه المصادر اكثر مما هو عامل ربط النزاع للعودة الى الحوار على خلفية الحاجة في المقام الاول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتفعيل المؤسسات وعدم دخول «المذهبية» اليها بحيث ينتقل الصراع من الشارع الى المكاتب والبيوت وهذا هو لب ما يعمل عليه الرئيس بري وسيسعى اليه جنبلاط قبل ان تبدأ الغزوات الامنية والتفجيرات بالاقتراب اكثر نحو الشارع والشخصيات.