IMLebanon

عن النزوح والنازحين

أولا- تتراجع حماسة المسؤولين المعنيين  بشأن النازحين،  وطبعاً غير المعنيين  بهذا الشأن. كنا ننام على دفق من التصريحات ونستفيق على شلال منها. أما اليوم فالبكاد يتكرم  علينا وزير او مسؤول بكلمة واحدة. اين تبخّرت تلك  الحماسة؟ وكيف زال ذلك الفيض من الكلام؟

لسنا نعرف من يملك الجواب! هل هو الوزير رشيد درباس؟ هل هو رئيس حكومة »المصلحة الوطنية« (اجل … يجب ألاّ ننسى الاسم الظريف لهذه الحكومة: انها »حكومة المصلحة الوطنية«؟ أم هو ناطق بإسم هذا الحزب او ذاك التيار او ذلك التجمع او التكتل؟!

ثانيا: حتى الان لم نعرف اين تصرف »شيكات« قصائد الغزل التي تكرم بها علينا حكام ووزراء ومسؤولون دوليون يشرفون بلاد الارز و… النازحين، فيكبرون فينا »الكرم« (الطائي) الذي انعم الله به، عندنا، على اللاجئين والنازحين … والاوصياء السابقين والاسبقين … وآخر الذين انعموا علينا بوسام الكرم كانت رئيسة البرلمان الايطالي  التي استمعنا اليها تقف الى جانب »الاستاذ« لتسدي النصائح  حول الاستحقاق الرئاسي ولتتغزل بكرمنا غير المسبوق في استقبال النازحين.

ودولتها ليست إلاّ صوتاً في رزمة اصوات يشارك فيها بان كي مون وجون كيري ومسيو فرانسوا هولاند ومستر دافيد كاميرون (…)

(وقدّ ما بدّك حدّث فلا حرج). ولكننا لم نعرف ماذا قدّم هؤلاء جميعهم وغيرهم الكثيرون لهذا الوطن الصغير المعذّب، الذي ينوء كاهله تحت مواطنيه اصلا. فكم بالحري مع هذا النزوح الكبير!

ثالثا- نريد رقما رسميا حاسما يقول لنا بالحساب الدقيق:

صار عندنا كذا نازح، وكان عندنا كذا لاجئ، وصار المجموع كذا وكذا… بما يضع حدا لتقديرات المغرضين في طرفي عصا النزوح: من يريدون، لغرضٍ في نفس يعقوب، تخفيف العدد، ومن يريدون، لغرض آخر في نفس يعقوب ذاته، مضاعفة العدد. فهل يتكرّم علينا مسؤول ما بهذه الارقام؟!

رابعا – يقولون لنا إنَّ لبنان بألف خير… وإنّ الخضّات السياسية وبعض الخروقات الامنية التي تقع بين حينٍ وآخر ما هي إلاّ فقاقيع ماء او عاصفة في فنجان لأنّ هناك قراراً دولياً متخذاً في أعلى دوائر القرار العالمي بألاّ يتعرض هذا البلد لخرقٍ كبير يقصم ظهره.

ونبادر الى القول: هذا صحيح. ونستدرك: ولكن من اجلهم وليس من اجل سواد عيوننا. انهم يعدّون العدة لاستثمار ثروات ضخمة في سوريا والعراق اثر انتهاء ازمة البلدين بعد نحو سنتين او ثلاث من اليوم. والاستثمار سيكون معظمه في اعادة البناء والاعمار وفي السلاح بالطبع. ولكن لا بدّ من قاعدة لإعادة الاعمار واستثمار الثروات الضخمة في سوريا والعراق…. قاعدة تكون آمنة: تُعقد فيها الاجتماعات، وتُبرم فيها العقود، وينطلق منها كبار المستثمرين ومدراؤهم ومستشاروهم الذين يريدون خدمات فندقية وسياحية عموماً على مستوى راقٍ وهذا لن يجدوه سوى في هذا البلد الذي ينوء بعبء النزوح الضخم… ولكنهم لن يدعوه (حتى إشعارٍ آخر) يغرق في جحيم امني.