IMLebanon

لكل عصر دولة ورجال

هذه المقولة للشاعر الفارس ذياب بن غانم بن موسى (…) بن ابي ربيعة، وهي شطر أحد أبيات الشعر… ولعلها أكثر ما ينطبق على زماننا الحالي.

قبل عقود كانت إسرائيل الشماعة التي يعلق عليها أي نظام عربي مشاكله وأزماته… فكل جريمة تقع أو كل مصيبة تقع أو كل سياسي يقتل، وهناك عدد كبير من الجرائم السياسية التي ارتكبت كلها مسؤولة عنها إسرائيل!.

يبدو اليوم أنّ الأمور تغيّرت وأصبح التكفير والإرهاب بديلاً عن إسرائيل!

فها هو السيّد نعيم قاسم يقول إنّه ذهب الى سوريا لكي يحارب الارهاب، ولولا ذهابه الى سوريا لكان الارهاب جاء الى لبنان، وكأنّ ما حصل في الضاحية من تفجيرات وفي السفارة الايرانية لم يكن إرهاباً جلبه «حزب الله» بتدخله في القضية السورية! أي انه بدل أن يقف مع الشعب السوري المظلوم الذي يتعرّض لأبشع جريمة قتل في التاريخ فإنه ذهب الى سوريا لمناصرة النظام المجرم، طبعاً ما يحدث في لبنان نتيجة ذهابه…

وهذه الحقيقة باتت واضحة ومعروفة وهي ليست سوى امتداد لمرحلة الشطحات والادعاءات الايرانية التي يطلعون علينا بها كل يوم، سواء من إيران أم من حلفائها، وفي طليعتهم «حزب الله»، ويعتبر الشيخ قاسم من أبرز الناطقين باسمه بعد سماحة السيّد.

وفي هذا السياق الايراني، فإنّ آخر ما أتحفنا به الجنرال محمد فلكي القيادي في الحرس الثوري الايراني فكرة فلكية (اشتقاقاً من اسمه) ومفادها أنّ بلاده شكلت جيش التحرير الشيعي بقيادة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.

هذا الكلام ماذا يعني؟ ماذا تعني عبارة «الجيش الشيعي»؟ وهل ما يثير الفتنة المذهبية بين أهل السُنّة والشيعة أكثر من هذا الكلام؟!.

ألا يكفي هذا الكلام ليؤكد أنّ ولاية الفقيه مشروع فتنة؟

ألا يكفي العالم العربي من مؤامرات إسرائيلية واستهداف لفلسطين وسوريا ولبنان ومصر والاردن؟

الغريب العجيب قول ذلك «الفلكي» إنّ جيشه يحارب في سوريا من أجل تحرير القدس… عن أي قدس يتحدث؟ وهل قدم «فيلق القدس» أي رد فعل على أعمال إسرائيل ضده وضد حليفه في لبنان «حزب الله»؟ وضد حليفه في النظام السوري؟

ماذا فعل «فيلق القدس» عندما قتل القائد الملهم عماد مغنية، وأين أصبحت الوعود بالرد؟

ماذا فعل «فيلق القدس» عندما قتل قائد الحرس الثوري الايراني حسين همداني في سوريا واتهمت طهران إسرائيل رسمياً بأنها وراء اغتياله؟ وأين أصبحت الوعود بالرد المناسب وفي الوقت المناسب؟ وكيف يكون الرد مناسباً، ومتى يكون الوقت مناسباً؟

ماذا فعل «فيلق القدس» عندما قتل قادة عسكريون من رتب عالية في الجولان ومعهم نجل عماد مغنية؟

أصبح واضحاً أنّ المشروع الايراني هو مشروع فتنة لا أكثر ولا أقل وغايته الوحيدة تقسيم العالم العربي، والأسوأ هو الهلال الشيعي الذي كان الملك عبدالله الثاني ملك الاردن أوّل من تحدث عنه.