IMLebanon

عن «هدية» نتنياهو.. واعترافات دادخواه

من بين ألسنة النيران الفتنوية المتصاعدة من فوهة «الهولوكست» الإيرانية الحارقة لكل الأنسجة الوطنية العروبية على مختلف جبهات المنطقة، سطعت خلال الأيام الأخيرة جملة وقائع بيّنت بالأدلة القاطعة للشك باليقين أنّ إيران وإسرائيل ليسا سوى وجهين لمحور تفتيتي واحد متكامل الأهداف والأدوار على امتداد الأمة العربية.

فمن موسكو، أطل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إطلالة المفاخر الفاتح في بلاد الشام ليثبت في عزّ الزمن الإيراني في سوريا أن ادعاءات الممانعة «أوهن من بيت العنكبوت».. ولم يكن ليحتاج إلى أكثر من هدية «دبابة السلطان يعقوب» ليسلب رمزيتها المقاومة وليسوّي كرامة الممانعة بالأرض تحت أقدام النصب التذكاري الذي يعتزم الكيان الإسرائيلي إقامته تكريماً لجنود الاحتلال الثلاثة الذين فقدوا خلال معركة البقاع الغربي عام 1982.

عن أي مقاومة وممانعة يتحدث الإيرانيون؟ وكبيرهم في موسكو الذين يتفاخرون بالقتال تحت لوائه في سوريا يستقبل نتنياهو استقبال «الحليف» كما وصفه.. عن أي مقاومة وممانعة يتحدثون؟ بعدما أقرّ شاهين دادخواه العضو السابق في الفريق النووي المفاوض بتكليفه رسمياً من طهران بإجراء اتصالات مباشرة مع الاستخبارات الإسرائيلية. دادخواه كشف أنه زار إسرائيل بمهمة رسمية كلفته بها وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية عام 2010 والتقى وزير الصناعة الإسرائيلي وغيره من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات في تل أبيب بصفته «ممثلاً مسؤولاً في النظام الإيراني» وكان يرفع التقارير دورياً وتباعاً إلى القيادة الإيرانية لوضعها في أجواء اللقاءات مع الإسرائيليين ولإطلاعها على نتائج المناقشات معهم.

إلى المحرقة الإيرانية في حلب وعموم أرجاء سوريا.. وإلى الخط التخريبي المذهبي السريع المفتوح بين إيران والعراق والذي لن تنفع في تغطيته رسائل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى العواصم العربية لحشد التأييد السنّي لميليشيا «الحشد الشعبي» ولطلب التغاضي عن ارتكاباته الفتنوية بحق أهالي الفلوجة بذريعة أنها «مجرد تجاوزات جاري العمل على معالجتها» كما نقل موفدوه إلى كل من القاهرة وعمان وبيروت، استطاعت طهران شقّ الصفوف العربية ورسم الخطوط الفتنوية على خارطة الساحات العربية ونجحت في سنوات معدودات في تحقيق ما عجزت تل أبيب عن تحقيقه خلال عقود طوال، مفرغةً الساحات العربية من مقومات صمودها ومحوّلةً الصراع من عربي – إسرائيلي إلى سني شيعي.. بات الإسرائيلي نفسه يتربع على مدرجاته الأولى شاهداً ومشاهداً ومسانداً للفتوحات الإيرانية في دنيا العرب.