السيناتور بيرني ساندرز يرفض الضغوطات للإنسحاب من معركة الإنتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، وهو في تقدّم ثابت ويأمل بإطاحة منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
ففي إنتخابات ولايتي كنتاكي وأوريغن، استطاع ساندرز ربح عدد مندوبين أكثر من كلينتون، فمجموع مندوبيه الآن بلغ ١٥٢٧ مقابل ٢٢٩٧ للسيدة الأولى السابقة.
ولكن حتى لو تمكّن ساندرز من الفوز بجميع المندوبين الباقين ليوقف كلينتون؛ كاليفورنيا ٤٧٥؛ نيوجرسي ١٢٦؛ وبورتو ريكو ٦٠، فلن يصل إلى ٢٣٨٣ مندوباً ليحصل على التسمية.
ولكن إذا استطاع توقيف كلينتون من التقدم، لديه فرصة لتحدّيها في الإجتماع العام في فيلادلفيا في تموز المقبل. بمعنى آخر، يحتاج ساندرز إلى عجيبة ليطيح بكلينتون وأخذ تسمية الحزب الديموقراطي للإنتخابات العامة.
إلّا أنّ الحصانين الذين سيخوضان الإنتخابات العامة هما كلينتون كممثلة للحزب الديموقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري. المعركة الحقيقية لرئاسة الولايات المتحدة قد بدأت، والهجمات المتبادلة بين ترامب وكلينتون باتت تتصدّر الأخبار على جميع قنوات التلفزة.
وليتمكّن ترامب من استقطاب الجمهوريين المحافظين، أعلن لائحة القضاة الذين سيسمّي واحداً منهم لمجلس القضاء الأعلى ليحلّ مكان القاضي الراحل أنطونيو سكالياس المتحفظ، والذي أبقى المجلس الأعلى أقرب إلى الجمهوريين. فالمجلس مُكوّن من ٩ قضاة، ٥ محافظين و٤ ديموقراطيين.
لذلك فإنّ ربح الجمهوريين للبيت الأبيض، سيضمن تسمية محافظ لمجلس القضائي الأعلى. في العادة إعلانٌ كهذا يأتي بعد فوز الرئاسة وليس في هذه المرحلة، وبالتالي إنّ ذلك خير دليل على أنّ المعركة الرئاسية في حاجة لجمع كلّ أطياف الحزب لربحها. فحتى يربح الإنتخابات العامة على ترامب أن يُوحّد جميع أطياف الحزب وراءه. ما يدفعني الى التساؤل، هل سينجح في ذلك؟
وبالتزامن مع الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الولايات المتحدة، جاء عقد المؤتمر الإغترابي الذي دعا إليه وزير الخارجية جبران باسيل، وقد استوقفني عرض وزير الخارجية لتمثيل الإغتراب بـ ٦ نواب، وتأييد النائب نعمة الله أبي نصر لهذا الطرح.
في مفهومي أنّه في صلب الديموقراطية التنافس لإختيار الأفضل وليس القبول بخيارات مُعلّبة ومُعدّة سلفاً. التوافق يعني لوائح مُعلّبة سلفاً. فطبيعة الإنتخابات هي المعارك الديموقراطية والقبول بالنتائج.
وعندما ينادي الوزير باسيل بتحديد عدد نواب الإغتراب مع النائب أبي نصر، يعني سلفاً تعليب تمثيل الإغتراب بـ ٦ نواب. هذا مرفوض وعلينا كمغتربين وحاملي الهوية اللبنانية أن نصوّت في بلاد الإغتراب كلّ في قضائه ومحافظته، ورفض تعليب الإغتراب وتجيير الثميل إلى الأحزاب. كذلك على مجلس النواب أن يحترم «الطائف» ويثبّت عدد النواب ١٠٨ كما نصّ عليه هذا الاتفاق.
وفي خضمّ ذلك، يفاجئنا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باقتراح توطين النازحين السوريين في البلاد التي هربوا إليها ومنها لبنان. فكيف إستحضر السيد بان كي مون هذه البدعة؟
هو يسمع للسفير السوري بشار الجعفري ويغطّي المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سوريا أكثر من أن يرى الوجع الذي يصيب الشعب السوري والدول المجاورة التي تدفع أكثر ممّا تتحمّل لتنظيم وجودهم في هذه البلاد من ضمنها لبنان.
فشل السيد بان كي مون كما الرئيس باراك أوباما في إدارة التغيير الديموقراطي في الشرق الأوسط أوصلنا إلى هذه الفوضى وهذه الحلول النصفية التي نرفضها.
لذلك نريد رئيساً أميركياً يُعيد الدور القيادي للولايات المتحدة ومن أولوياته أو أولوياتها حلّ الوضع السوري وتثبيت الإستقرار في الشرق الأوسط. لهذا السبب الإنتخابات الرئاسية الأميركية مهمة جداً للشرق الأوسط هذه المرة. فمَن سيكون البطل المقبل… ترامب أم هيلاري؟
* ديبلوماسي أميركي سابق