IMLebanon

لمصلحة من نقل المقعد الماروني من طرابلس الى البترون؟

تشيرمصادر سياسية الى ان مسألة نقل المقعد الماروني من طرابلس الى البترون تطرح جديا خلف الكواليس على قاعدة ان الكتلة المارونية الناخبة في طرابلس لا تتجاوز المئتي ناخب في حين ان نقله الى البترون يشكل حلا لاحتدام المنافسة على مقعدين فيها اثر التفاهم العوني – القواتي والذي يشكل احراجا لكلا الفريقين، في حين ان الذي احتل المقعد الماروني في طرابلس سامر سعاده لم يزر المدينة الا في المناسبات القليلة ولم يمارس دوره كنائب عنها، بل جعل مكتبه في مدينته البترون وانحصر نشاطه الخدماتي والسياسي فيها.

نقل المقعد الماروني من طرابلس اثار استغرابا واعتراضا  لم يتجاوز حتى الان حدود الاعتراض الكلامي من جانب مرجعيات مسيحية مارونية واسلامية على حد سواء من منطلق ان طرابلس بحاجة الى هذا المقعد لتأكيد صيغة العيش المشترك والميثاقية في المدينة وتنوع نسيجها الاجتماعي عدا جعل المقعد فرصة لتسويات سياسية بين القوى والتيارات المتحالفة في اي استحقاق انتخابي.

هذا المقعد الذي تناوب عليه كل من الوزير جان عبيد، والياس عطاالله، وسامر سعاده لم تستفد منه طرابلس الا في عهد الوزير جان عبيد الذي يحظى بحضور شعبي لافت في المدينة بينما لم يعرف عطاالله وسعاده طرابلس طوال سنوات نيابتهما.

ويرى المصدر ان المنافسة في مدينة البترون بدأت تتجه نحو الحدة بين التحالف العوني ـ القواتي من جهة والوزير بطرس حرب والكتائب من جهة ثانية والتي قد تتحالف مع تيار المردة في حال نقل المقعد من طرابلس الى البترون.

وبات معروفا ان النائب انطوان زهرا عزف عن الترشح للانتخابات وفق مضمون «اتفاق معراب» الذي بدا انه ناقش كل تفاصيل التحالف بين القوات والتيار الوطني الحر، على ان يتولى زهرا حقيبة وزارية في حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، وفي هذه الحالة فقد بات المقعد الثاني في البترون محسوما لصالح الوزير جبران باسيل سواء بقي الوضع على حاله او اصبح للبترون مقاعد ثلاثة عندها ستعمل قيادة القوات اللبنانية على اختيار بديل مرشح بديل لزهرا وتتجه الانظار اما الى الدكتور وليد حرب (رئيس مجلس ادارة مستشفى البترون) واما الى القيادي القواتي فادي مطر.

ولعل الانظار منصبة – حسب مصادر سياسية – نحو الدكتور وليد حرب المقرب من القوات اللبنانية والخصم السياسي للوزير بطرس حرب ولا سيما انه خاض معركة الانتخابات البلدية في وجه بطرس حرب وتمكن من ايصال اللائحة المنافسة، وتعتقد قيادة القوات ان اختيار وليد حرب من شأنه أن يشكل رافعة هامة كونه ابن عائلة سياسية كبيرة في تنورين البلدة الجردية الكبيرة التي تلعب دورا في ادارة دفة الانتخابات وبالتالي فانه يستقطب اصواتا يسحبها من امام بطرس حرب.

واعربت المصادر عن اعتقادها ان القوات اللبنانية تعمل على تصفية حساباتها مع الوزير بطرس حرب فيما يتجه الاخير لاستعادة مشهد انتخابات العام 1972 حين تحالف مع الوزير الراحل جورج سعادة (الرئيس الاسبق لحزب الكتائب) وذلك بالتحالف مع نجله سامر سعاده الذي تبوأ المقعد الماروني في طرابلس منذ العام 2009.

وفي حال اصبح للبترون مقاعد ثلاثة فان تحالف بطرس حرب مع الكتائب ممثلا بالنائب سامر سعاده سيشمل حينها مرشح تيار المردة وضاح الشاعر بعد ان خاض هذا التيار معركته الانتخابية في العالم 2009 بتحالف مع التيار الوطني الحر داعما للوزير جبران باسيل.

في كافة الاحوال فان المواجهة ستكون حادة بين التحالف العوني – القواتي من جهة، والوزير بطرس حرب المتجه للتحالف مع حزب الكتائب والمردة من جهة ثانية، ولا سيما ان الوزير بطرس حرب لا يزال الرقم الصعب في البترون منذ العالم 1972 والى اليوم.