Site icon IMLebanon

عن اجتياح الإرهاب لأوروبا.. والقلق من تمدده

لبنان آمن.. الجيش يقظ ومتحفز والأجهزة جاهزة

عن اجتياح الإرهاب لأوروبا.. والقلق من تمدده

في معرض تقييمها للهجوم الارهابي الذي تبناه تنظيم «داعش» في بلجيكا، تقر شخصية اميركية زارت لبنان مؤخراً بأن ارهاب «داعش» فرض حالة ذعر شديدة على مستوى العالم.

اكثر من ذلك، قدمت تلك الشخصية صورة في غاية القلق، وتخوفت من ان يكون هذا النوع من الهجمات الارهابية مقدمة لـ «اجتياح» ارهابي لاوروبا. ومبعث القلق ان اعتداء بروكسل وقبله هجمات باريس، ومؤخرا تفجيرات تركيا، كل ذلك يثبت ان هذا الارهاب منظّم، وله خلايا مدربة، تملك تقنيات متطورة، ولها حضور وحرية حركة في اماكن وجودها، وباتت تشكل تهديدا خطيرا، ليس من السهل القضاء عليه.

تلك الشخصية الاميركية التي تقود بلادها التحالف الدولي لضرب «داعش»، تخشى من ان يتمدد هذا الارهاب الى ما ابعد من اوروبا. وفي سياق هذا القلق تأتي الاجراءات الاحترازية في لندن وباريس واكثر من عاصمة اوروبية وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية عبر اقفال مطارات وتشديد الاجراءات الامنية.

بديهي القول ان هذا التطور الارهابي يفرض نمطا جديدا وفاعلا لمواجهته، الا ان الشخصية الاميركية عادت واحالت الامر الى «التحالف الدولي» الذي ينبغي ان يفعّل الحرب على الارهاب ويوجه ضربات قاصمة لـ «داعش».

هذا الكلام الاميركي، قرأ فيه مسؤول لبناني اعلانا صريحا عن فشلين:

– الاول، فشل حرب التحالف، فلم تكن جدية بل صوريّة، بلا اية فعالية، بدليل ان تنظيم «داعش» ما زال على قيد الحياة، بل ان بعض دول هذا التحالف توفر له كل اسباب الحياة والاستمرار في سوريا او العراق وصولا الى ليبيا.

– الثاني، فشل استخباري غربي في كشف تلك الخلايا واحباط هجماتها الارهابية بعمليات وقائية استباقية.

يقول المسؤول اللبناني ان «الاجتياح الارهابي لاوروبا، ليس مفاجئا. من البداية قلنا ان من يطبخ السم سيأكله في النهاية. هم ربوا هذه الافعى وافلتوها وصدروا الينا والى سوريا كل السم الارهابي وها هو يعود اليهم. ومن الطبيعي هنا ان تتهدد الخريطة الاوروبية وان يتمدد الارهاب الى ما ابعد منها».

يستغرب المسؤول اللبناني الابهام الذي يسود الموقف الاميركي، الذي يتحرك على اكثر من خط في آن واحد. من ناحية هو شريك بمحاولة بلوغ التسوية السياسية في سوريا، لكن سرعان ما يبرز دوره التعطيلي لها. وهو يعلن الحرب على «داعش» على رأس تحالف دولي، ولكن يتبين ان الحرب استعراضية وسرعان ما يترهل التحالف وتنسحب الدول واحدة تلو الاخرى واما «داعش» فيتمدد على الارض.. ولكان تمدد اكثر لولا التدخل الروسي في سوريا.

هذا المنحى المزدوج في الموقف الاميركي، يقول المسؤول اللبناني، يمكن لمسه من مستويات اميركية مختلفة، ما زالت تطرح اسئلة صالحة لبدايات الازمات في المنطقة وليس الآن. هناك تقرير حول لقاء بين شخصيات لبنانية ومسؤولين اميركيين، يتضمن اسئلة اميركية «مدهشة» للجانب اللبناني، وهذه عينة منها ومن الاجوبة عليها:

يسأل الأميركيون: ما هي تقديراتكم حول «داعش»، وكيف يمكن ان يُواجه ويُقضى عليه؟ فيأتي جواب اللبنانيين: انتم الدولة العظمى، وفي يدكم الكثير لتقوموا به، و «داعش» يثير القلق لديكم. انتم بعيدون عن «داعش» اكثر من ثمانية الاف كيلومتر، ومع ذلك انتم قلقون، فكيف نحن الذين لا نبعد عنه سوى بضعة كيلومترات؟

يسأل الأميركيون عن تقييم التدخل الروسي في سوريا، فيجيب اللبنانيون: هذا التدخل اوقف انهيار سوريا واضعف «داعش»، وبالتالي انقذ لبنان من المجموعات التي كانت ستتمدد اليه حتما.

عن سوريا ومستقبل الوضع فيها، يسأل الأميركيون: ماذا يمكن ان نفعل.. مع الاشارة الى ان واشنطن تريد الحفاظ على الجيش السوري ومنع انهياره، فهي لا تريد تكرار خطأ العراق. يجيب اللبنانيون: انتم قلتم ان لا حل عسكريا، ولا بد من الحل السياسي. وحركة وزير خارجيتكم جون كيري تصب في هذا الاتجاه.

عن النازحين السوريين، ينوه الأميركيون أن لبنان شكل الملاذ لهم. فيؤكد اللبنانيون أن لبنان لا يستطيع ان يتحمل اكثر، والخوف من تفاقم الامور اكثر، خاصة في ظل الابعاد المحتمل للنازحين من دول اوروبا، وهذا معناه ان قسما كبيرا من هؤلاء قد يهرب في اتجاه لبنان.

وعن إقامة مخيمات ومناطق آمنة على الحدود، يذكّر اللبنانيون ان «بلدة عرسال وضع فيها ما يزيد عن مئة الف نازح، وعندما حصلت احداث 2 آب 2014 ضد الجيش اللبناني، الارهابيون الذين هجموا على الجيش وخطفوا العسكريين خرجوا من مخيمات النازحين. فما تطرحونه معناه اقامة مخيمات آمنة للارهابيين».

ولكن هل سيبقى لبنان بمنأى عن هذا الارهاب؟

وفق التقديرات الامنية الرسمية، فإن وضع لبنان ما زال هشاً، الا ان الامن فيه ممسوك بنسبة عالية. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن لبنان قد تلقى في الآونة الاخيرة نصائح من دوائر استخبارية غربية، بتوخي الحيطة والحذر من نوايا ارهابية، تبيتها جهات خارجية لها خلاياها في لبنان. وتبعا لذلك رفع الجيش ومعه الاجهزة الامنية، مستوى الاستنفار والجهوزية والتدابير الوقائية في مختلف المناطق اللبنانية، في وقت يجري التدقيق الامني بتقارير عن سلاح يتحرّك في بعض المناطق، ويتم ادخاله الى بعض المقرات الحزبية.