مرت سنة على تسلّم العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وأحلام اللبنانيين، باقية وأملهم مازال مستمراً إيماناً بالمثل القائل «على قدر أهل العزم تأتي العزائم».
قد يكون من الظلم توقع انجاز هذه الأحلام الوردية إذ اعترضت وستعرّض العهد الجديد عقبات جمة، والغام خبيثة لتوريطه وأخذه الى مكان ليس لمصلحة البلد.
حظ العهد الجديد.
ربما من حظ العهد الجديد هذا التعاون مع رئيس حكومة كسعد الحريري الذي وصفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح جبران باسيل بالبطل أسوة بالبطل الآخر القوي ميشال عون.
خطاب الحريري
ومن موقع اعادة التوازن الى موقع رئاسة الحكومة سهّل الحريري كل الأمور وتبنى خطاباً سياسياً، يجب وصفه بالجامع والتوحيدي، خطاب هادئ ورصين وموزون ومدروس ومقبول بعيدا كل البعد عن المذهبية، وهذا أمر طبيعي على رئيس حكومة لكل اللبنانيين حتى يمكن القول ان الرئيس الحريري بدأ يكسب مزيداً من التأييد والشعبية ليس فقط داخل أبناء الطائفة السنية الكريمة، بل حتى داخل الطائفة الشيعية نفسها أسوة بالراحل الكبير الشهيد رفيق الحريري الذي لم يفرق يوماً بين مسلم ومسيحي او بين سني وشيعي او درزي، لذلك كانت خسارته كبيرة وقاسية على كل اللبنانيين، وعلى أبنائهم الذين علّمهم رفيق الحريري وحوّلهم الى أهل اختصاص في كل المواد والميادين.
تفاهم عون والحريري
عندما حصل التفاهم بين الحريري وعون على رئاستي الجمهورية والحكومة كان واضحاً ان على اكتافهما مسؤولية كبيرة خصوصاً في ظروف المنطقة والبلد واحترام التوازنات كما حصل في تشكيل الحكومة.
وظهرت افخاخ فيما بعد لتوريط رئيس الجمهورية، أكبرها تلك التي دعت الى التفاوض مع النظام السوري تحت عنوان اعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
والرفض القاطع أمام مثل هذا الاقتراح أتى من رئيس الحكومة، لأن اعادة اللاجئين هي مسؤولية عربية ودولية ولأن النظام السوري خارج الجامعة العربية، فإن التفاوض معه محظور وممنوع.
بالمقابل، فمن المعروف ان علاقة رئيس الجمهورية بالرئيس السوري بشار الأسد جيدة ويرتبط بوثيقة تفاهم مع حزب الله، الذي أيّد ترشيحه للرئاسة الأولى.
حدود سياسة الرئاسة الأولى
لكن الرئيس – وكما يبدو – وضع حدوداً لسياسته، تختلف عما يريده حليفه حزب الله، وهذا عين المنطق لأن أي موقف مغاير لموقف رئيس الحكومة سيفجر الوضع بينهما وحسب نوعية وطبيعة الموقف، الذي مع رئيس الجمهورية هما صماما أمان للبلد.
ولأن الأمر كذلك، غاب الثالوث الشعب والجيش والمقاومة عن أدبيات الرئاسة الأولى مثلما غاب الموقف من الأزمة السورية باستثناء الدعوة الى وقف القتال الدموي الخ..
بالطبع، فإن اداء الرئاسة الأولى متقارب جداً جداً مع اداء رئاسة الحكومة على رغم محاولات توريط رئاسة الجمهورية التي هي علي علم بأن أية «دعسة ناقصة» ستؤذي الانسجام الحكومي.
بفضل كل ذلك فإن البلد بخير والبطلان لهما رؤية واحدة وهي دعم الجيش اللبناني والقوى الامنية وتزويدهما بما يلزم وهما مستمران في حلحلة العقد وتفجير كل الألغام الموضوعة خصوصاً أمام الرئاسة الأولى التي تتذكر ما حل برؤساء جمهورية سابقين تبنوا خطاب طرف واحد!؟