Site icon IMLebanon

لهذه الأسباب تؤكّد أوساط غربيّة على التهدئة واستبعاد فرضيّة الحرب

لا زالت الاتصالات جارية على قدم وساق اقليمياً ودولياً من أجل استيعاب وامتصاص الضربة الاسرائيلية لمجموعة عسكرية لحزب الله في القنيطرة السورية، وتكشف أوساط ديبلوماسية غربية أن محور هذه الاتصالات يتركّز بين واشنطن وباريس وايران الى دخول تركي على الخطّ واتصالات عبر أقنية متعدّدة بين عواصم غربية وموسكو، وقد تبيّن من خلال هذه الاتصالات استبعاد لأي حرب قد تحصل او اعتداءات اسرائيلية على لبنان، وبمعنى أوضح إن كل السيناريوهات التي يتمّ التطرق اليها من محلّلين سياسيين وعسكريين فإنها للتنظير ومخيّلات لا أكثر ولا أقل باعتبار الظروف الاقليمية والدولية غير مؤاتية لأي حرب جديدة.

وفي هذا السياق، تلفت الأوساط الى ان ايران تقرّبت الى حدّ ما من الولايات المتحدة الاميركية والملف النووي بات في لمساته الاخيرة وأي عمل عسكري قد يعيد الأمور الى نقطة الصفر، في حين أن موسكو تعاني اقتصادياً جرّاء انخفاض سعر برميل النفط والأمر عينه ينسحب على معظم دول العالم دون اغفال أن الأوروبيين ينكبّون على تحصين دولهم في مواجهة الإرهاب المتنامي والذي ظهر في باريس وبلجيكا والاجراءات في هذه الدول على قدر كبير من الأهمية وثمّة تفرّغ أوروبي لمنع حصول أي عملية إرهابية، ولهذه الغاية هنالك استبعاد لمسألة الحرب على غرار ما جرى في تموز العام 2006 وذلك تتابع الأوساط، لا يعني أن الأوضاع متجهة الى السياحة والازدهار والأمان والاطمئنان والبحبوحة، بل تبقى كل الاحتمالات واردة عبر عمليات محدودة وقد تكون على الأرجح خارج النطاق اللبناني الذي لا يتحمّل سقوط حائط دعم صغير أو زجاج أحد الأبنية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ لبنان.

وفي غضون ذلك، تقول الأوساط المعنية أن الاتصالات الدولية وما يُنقَل عن المحيطين بها، اتّسمت بعقلانية جميع الأطراف وسط إجماع على أن لبنان لا يتحمّل أي عمل مهما كان حجمه، وعلى هذا الأساس ظهرت بوادر مطمئنة في الساعات الماضية وإن يبقى الحذر قائماً لا سيما وأن أموراً كثيرة جرت في الأيام الماضية بعد العملية المذكورة وفق أجواء مؤكّدة وأرقام واضحة من مكاتب السياحة والسفر وحركة المطار والسوق، أي إلغاء حجوزات من بعض الرعايا العرب وعائلات لبنانية لدواع أمنية، الى شلل في كل المرافق الاقتصادية والتجارية والسياحية لا سيما وأن البعض من المحلّلين العسكريين غرق في رسم السيناريوهات المخيفة، ما استدعى الى هلع وبالتالي أخذ الحيطة من قبل الجميع ممّا أثّر على واقع البلد الذي يئنّ أصلاً من خلال تدهور أوضاعه الاقتصادية والمعيشية وغياب فرص العمل أي «ستّي من دون وحام مريضة».

وتخلص الأوساط مشيرة الى أن الحديث الراهن يتركّز على الحوار وخصوصاً بين تيار المستقبل وحزب الله من جهة وبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة أخرى وسط «تمرّس» كل هذه الأطراف وعلمها مسبقاً بأنه لا مجال لطرح اي مواضيع كبيرة بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً الى السلاح وانسحاب حزب الله من سوريا، بل العمل ينحصر بالتوافق لمواصلة «مسيرة» تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي والتهدئة وإشاعة المناخات الايجابية، كذلك فان التوجهات واضحة لدى كل من تيار المستقبل وحزب الله من قياداتهما تقتضي عدم اطلاق المواقف والتعليقات ربطاً بما جرى في القنيطرة لأن من شأن ذلك ان يشنج الأوضاع ويعيد الأمور الى المربّع الأول أي مرحلة ما قبل إطلاق عجلة الحوار من عين التينة، وهذا ما ظهرت تجلياته بوضوح من خلال اصرار نواب تيار المستقبل على أن حادثة القنيطرة لن تؤثر على الحوار بينه وبين حزب الله الذي سيبقى قائماً ومستمراً.