IMLebanon

لهذه الأسباب اختار حزب الله يوم الجمعة موعداً لمهرجانه !!

رغم حجب الاحداث والتطورات الاقليمية والدولية،المترافقة مع الحراك اللبناني الاستثنائي للرئيس سعد الحريري على الصعيد الدولي وزياراته المكوكية الى كل من تركيا وقطر لبحث عدد من الملفات في مقدمتها موضوع الاسرى العسكريين، والمرجحة الى واشنطن حيث سيعقد مجموعة لقاءات مع كبار المسؤولين الاميركيين ومن بينهم وزير الخارجية جون كيري لاستشراف افاق المرحلة والاطلاع على مسار الاوضاع بعد توقيع اطار الاتفاق النووي مع ايران، بعد زيارته للقاهرة وباريس، تستمر موجة التصعيد الداخلي، والمرشحة لان تشهد جولات جديدة مع الاطلالة المنتظرة لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة، التي تندرج في اطار الحرب المفتوحة ضد المملكة العربية السعودية التي يقودها المحور الايراني.

وفي انتظار المواقف التي سيعلنها «السيد» في مهرجان «التضامن والوفاء للشعب اليمني»، توقفت مصادر متابعة عند ملاحظتين لافتتين، الاولى في الشكل والتوقيت، مع تقصد حزب الله الاعلان عن دعوته قبيل جلسة الحوار المهددة بالانفجار، والثاني في المضمون، لما يبرزه المهرجان من اصرار للحزب على اصراره بمناصرة الشعب اليمني.

ورغم تعويل الكثيرين على جرعة تهدئة قد تنتجها جلسة الحوار العاشرة، التي اصر رئيس مجلس النواب على ضرورة انعقادها، ملحا على ضرورة تخفيض حدة التراشق الاعلامي بين طرفيه، تجاهر مصادر «المستقبل» بان لبنان اصبح في عين العاصفة الاقليمية مع ربطه بالازمتين اليمنية ومن قبلها السورية، ما يجعل الحراك السياسي الداخلي يتفاعل ويتطور على ايقاع التطورات في هذين البلدين، دون اغفال ان الحوار الاسلامي السني ـ الشيعي القائم قد حقق الوظيفة التي قام على اساسها في الفترة السابقة، لجهة تامين الغطاء السياسي للتحرك الامني من جهة، وتهدئة الشارع من جهة ثانية، الامر الذي اصبح اليوم اكثر صعوبة مع انكشاف المواجهة الايرانية ـ السعودية وانفلاشها بالشكل الحاصل، «اذ لم يعد مفهوماً للرأي العام المؤيد للازرق كيف يمكن تبرير استمرار الحوار وماذا يمكن ان يحققه مع استمرار «الاصفر» في التحريض على الدولة التي تعد الداعم الاول والاكبر للبنان والتي يقيم فيها اكثر من 200 الف لبناني عاملين في مختلف القطاعات والذين يعتبرون الاحتياط الاقتصادي الأقوى للبلد»، معتبرة ان «استاذ» عين التينة اصاب عندما اقر باهمية استمرار الحوار ولو شكلا لمنع الانفجار بانتظار ساعة الفرج الاقليمي والدولي في ظل تصاعد النار المحيطة واستعارها، رافضة في المقابل التزام اي تهدئة اعلامية في ظل هجمة المحور الايراني الممنهجة ضد المملكة ومشروعها.

نظرة للامور تختلف مع رؤية فريق الثامن من آذار الذي رأت جهات نيابية مقربة منه ان هدف الرئيس سعد الحريري من الاستمرار في الحوار، يختلف كليا عن كل ما قيل، اذ انه يدرك جيدا، بعد انقلاب الصورة الاقليمية التي عزز وقائعها الميدانية اتفاق الاطار في لوزان بين ايران والقوى الخمس زائد واحد،ان مقاطعته الحوار او وقفه تعني عمليا الغاء اي امل له في العودة الى رئاسة الحكومة، وهو القطبة المخفية في اساس قبوله بالذهاب الى الطاولة منذ البداية، فيما تبقى الامور الاخرى مجرد تفاصيل، كاشفة في هذا الاطار انه قدم اوراق اعتماده اكثر من مرة لدى الحارة عبر وزير الداخلية الذي يتحرك باشراف مباشر وتنسيق كامل معه، معولة في المقابل على دور صمام الامان الذي يلعبه «ابو مصطفى» الكفيل بضبط ايقاع التصعيد طالما بقي محصورا في اطاره الكلامي والسياسي.

يبدو ان الذكرى الأربعين للحرب اللبنانية لم تحجب الأنظار عن شؤون الساعة المحلية المتشابكة مع واقع الاشتباك الاقليمي، حيث تبدو البلاد مترنحة بين سلام ملغوم يحول التوازن السلبي دون انفجاره، وحرب باردة تبعد انفجارها اولوية الحرب على ساحات أخرى، لطالما تناحرت على أرض لبنان.