لم يخطف حوار ساحة النجمة الذي انطلق في التاسع من أيلول المنصرم، حوار حزب الله وتيار المستقبل، اذ ان هذا الحوار الذي ايضاً كان من صناعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، له حيثياته وظروفه ووضعيته المغايرة عن الحوار الوطني الجامع اذا صحّ التعبير، هذا ما تشير اليه أوساط سياسية متابعة، لافتة الى ان حوار عين التينة بين الحزبين الأزرق والأصفر، انما جاء من أجل قطع الطريق على أي فتنة سنية – شيعية في ظلّ ما شهدته هذه الساحة من صدامات وإشكالات بلغت أوجها في السابع من أيار 2008 الى محطات متنوعة وصولاً الى انعكاس الحرب السورية على الداخل اللبناني وخصوصاً بين السنة والشيعة لذا هذا الحوار كانت له ايجابيات كثيرة على الرغم من استمرار الخلاف المستحكم بين تيار المستقبل وحزب الله حول ملفات كثيرة انما الايجابية تمثلت بغياب الصدامات واشكالات الشارع وتشنجه وعليه هذا الحوار عالج الشأن الأمني في مناطق تواجد الطريفين وقطع الطريق على الكثير من الفتن والاحداث وكان يعالجها وما زال حتى اللحظة نظراً لدقة المرحلة وخطورتها ومنعاً لأي فتنة مذهبية.
وبمعنى آخر تقول الأوساط المذكورة أن هذا الحوار مستمر وقائم بمعزل عما يجري في عين التينة من حوار جامع وهذا ما تدركه معظم القوى السياسية لا سيما أن حوار المستقبل وحزب الله هو موضع اجماع اقليمي ودولي كون المجتمع الدولي يدرك ماهية وظروف الخلافات المستحكمة بين الطرفين المذكورين وفي ظل ما يجري في المنطقة من تحولات ومتغيرات لها أثرها البالغ في الساحة السنية – الشيعية.
وفي سياق متصل تكشف الاوساط عن معلومات تشير الى أن الرئيس نبيه بري اتفق مع بعض القوى المشاركة في الحوار أنه ومهما استجد على طاولة الحوار من مشاكسات وخلافات سيكمل المشوار الحواري باعتباره يعلم علم اليقين ما يجري في المنطقة وخطورة الوضع في لبنان وهو لم يقدم على هذه الخطوة من فراغ بل ثمة مباركة اقليمية ودولية للحوار المذكور، وفي المعلومات ايضاً ان اشارات وصلت الى البعض عن قيام بعض الاطراف بتعطيل الحوار في الجلسة المقبلة أو ما بعدها في حال وصلت هذه الأطراف أجواء عن تسوية ما تؤثر على وضعيتها أمام الاستحقاقات الدستورية المرتقبة او حصل أمر كبير في البلد سياسي وأمني بمعنى هناك مرحلة انتقالية ووقت ضائع ما يولد مخاوف وقلقاً من حصول شيء ما على الساحة الداخلية من اغتيالات سياسية وانفجارات وخلافات وما هب ودب أمام المعارك المحتدمة في سوريا ووصولاً الموقف الروسي من امداد النظام السوري بالعديد والعتاد وهذا ما بدأ يؤسس ربما لحرب باردة جديدة قد تكون ساحتها المنطقة ما يذكر بصراع الجبارين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الاميركية الى أمر شبيه بأزمة الصواريخ الكوبية اي كل الاحتمالات السياسية والامنية واردة في لبنان وهذا ما يردده وزير بارز في مجالسه باعتبار معلوماته تنبىء بمخاطر جمّة تحيط بلبنان.
من هذا المنطلق تخلص الاوساط مشيرة الى أن الحوار الذي خلقه بري لم يأت وليد صدفة بل جاء في الدقائق القاتلة وأمام توقيت هو الاخطر في تاريخ لبنان والمنطقة.