دخلت تصفيات كأس الأمم الاوروبية مراحل مفصلية والأمر عينه للمنتخبات المؤهلة لكأس العالم في حين أن التصفيات السياسية في لبنان في بداياتها وكي تصل الى الـ«Final» فذلك سيستغرق وقتاً طويلاً، وقد يحتاج الى ركلات الترجيح نظراً لتعقيدات هذه الأزمة الآخذة في العرقلة بشكل غير مسبوق وبالتالي أن انتخاب رئيس للجمهورية قد بات حلم ليلة صيف في هذه المرحلة الأمر الذي يتبدى من خلال مواقف الأطراف السياسية المحلية والاقليمية.
وتشير أوساط سياسية الى دلالات وأهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» الى لبنان وهذا ما اشرنا اليه منذ حوالى الاسبوعين باعتبار المعلومات حول هذه الزيارة متأتية من مصادر متنوعة على أساس أن لفرنسا دوراً طليعياً وتاريخياً في المنطقة وتحديداً في لبنان.
اما لماذا الزيارة، فهل هناك طبخة ما تحضر للانتخابات الرئاسية عبر «الشيف هولاند»؟ هنا لا بد من التذكير، تقول الاوساط، بما قامت به باريس من جهود ومساع حثيثة من أجل الملف اللبناني برمته وعلى وجه الخصوص الاستحقاق الرئاسي وكان لموفدها «جان فرنسوا جيرو» زيارات مكوكية لطهران ولبنان والرياض ولكن حجم التعقيدات لم يؤد الى النتائج المتوخاة ومؤخراً جاءت زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس سلبية بامتياز، ما أفصحت عنه اكثر من جهة ديبلوماسية وغربية، اذ قيل له في طهران حينها انها لا تتدخل في هذا الموضوع المتروك لحزب الله، تالياً ان فرنسا معنية بتسليح الجيش اللبناني من خلال هبة المملكة العربية السعودية اضافة الى العلاقات المتنامية والسوبر ممتازة بين الرياض وباريس وهناك توافق مشترك بينهما حول الملف اللبناني من زاوية استقراره وأمنه وانتخاب رئيس للجمهورية.
وتشير الأوساط المذكورة الى جملة اعتبارات تدفع بهولاند لزيارة لبنان وفي هذه المرحلة الحرجة في المنطقة وفي أوروبا ايضاً حيث أفواج النازحين والمهاجرين «تطحش» باتجاه دول الشنغن وهذا له دلالاته وخلفياته وانسانيته في آن، انما ووفق المعلومات المستقاة من مصادر في دوائر الفاتيكان تشير الى ان عاصمة الكثلكة في العالم تقوم ومنذ أشهر طويلة باتصالات مفتوحة مع باريس بغية ممارسة دورها بفعالية واستعمال نفوذها وعلاقاتها الشرق أوسطية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان باعتبار ان المسيحيين يجتازون ظروفاً قاهرة وتهجيراً ومعاناة من فلسطين الى مصر والعراق وسوريا مما يحتم الحفاظ على الخصوصية المسيحية في لبنان وعلى التعايش الاسلامي – المسيحي المتجذر والذي له دلالاته وخصوصيته في لبنان وعلى صعيد المنطقة بشكل عام ما يستدعي انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن.
واخيراً تخلص الاوساط المذكورة لافتة الى أن زيارة هولاند الى لبنان ستأتي بعد قيامه بسلسلة لقاءات ومشاورات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة وبعد لقائه بعدد من رؤساء العالم وتحديداً عواصم القرار ولا سيما هناك اجواء عن مشاورات تحصل بين باريس وواشنطن منذ فترة لهذه الغاية في ظل تفويض الادارة الاميركية لباريس بشأن الاستحقاق الرئاسي، ما يعني ان هذه الزيارة ستكون مفصلية، أما هل تحسم انتخاب الرئيس أو يشهد الرئيس الفرنسي على جلسة انتخابه فهذا يعود للأيام القليلة المقبلة على ضوء ما يعدّ للبنان في الكواليس الاقليمية والدولية.